سنابل الخير
آخر الأخباراسرائيليةعربية ودولية
أخر الأخبار

كيف تخطط اسرائيل لمفاجأة الحوثيين ؟

في العام الماضي، تزايدت على الصعيدين العالمي والإسرائيلي أهمية البحر الأحمر كممر ملاحي حيوي للاقتصاد العالمي. يعود ذلك إلى استغلال جماعة الحوثي الموقع الاستراتيجي لليمن لفرض حصار بحري يضر بدول المنطقة. ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على الحوثيين؛ فالمنطقة البحرية الممتدة بين قناة السويس شمالاً ومضيق باب المندب جنوباً، مروراً بالبحر العربي المحيط بشبه الجزيرة العربية من الجنوب، أصبحت نقطة جذب للقوى العالمية.

القوى الكبرى مثل الصين، الولايات المتحدة، وروسيا تسعى لتعزيز نفوذها في موانئ البحر الأحمر، التي تعتمد عليها دول شرق إفريقيا. روسيا، على سبيل المثال، تتمركز في السودان، في حين تسيطر الصين فعلياً على ميناء جيبوتي. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك قوى أخرى قواعد عسكرية واقتصادية في هذه الدولة الواقعة على الضفة الغربية لمضيق باب المندب.

في الآونة الأخيرة، أثارت منطقة الحكم الذاتي في صوماليلاند، التي انفصلت عن الصومال، اهتماماً متزايداً. إذ يمر نحو 90% من التجارة الإثيوبية عبر ميناء جيبوتي، بعدما تنازلت إثيوبيا عن منفذها البحري ضمن اتفاقيات السلام مع إريتريا. تسعى إثيوبيا حالياً للحصول على شريط ساحلي لإنشاء بنية تحتية بحرية واستعادة منفذها البحري، مما أدى إلى توترات في شرق إفريقيا بين الصومال وإثيوبيا ومصر، التي تدعم الصومال في هذا الصراع.

إيران أيضاً حاضرة في هذه المنطقة، حيث تستخدم خطوطها الملاحية بعض هذه الموانئ للالتفاف على العقوبات وتصدير منتجات نفطية وغازية تُعد شرياناً حيوياً لاقتصادها.

على الجانب الشرقي للبحر الأحمر، يستغل الحوثيون الموانئ الثلاثة الخاضعة لسيطرتهم لتمرير الطاقة والسلع، ما يساعدهم في تمويل وتطوير قدراتهم العسكرية، وهو ما يضر بشكل أساسي بمصر، التي تعتمد اقتصادياً بشكل كبير على حركة المرور عبر قناة السويس. في هذا السياق، تنشط إسرائيل، الولايات المتحدة، وبريطانيا عسكرياً في المنطقة، بينما تتورط العديد من الدول الأخرى إما بإرسال قوات بحرية أو بمحاولات لتعزيز تحالفاتها لضمان مكانتها في البحر الأحمر لسنوات مقبلة.

يمكن لإسرائيل أن تستغل هذه الفرصة لتكوين تحالفات جديدة في المنطقة. تهديد الحوثيين، الذي تم بناؤه على مدار العشرين عاماً الماضية بدعم وتمويل إيراني، بات الآن يهدد استقرار المنطقة. ويبدو أن الولايات المتحدة والدول السنية في شبه الجزيرة العربية باتت تدرك أهمية الوقت للتصدي لهذا التهديد. هذا الالتقاء في المصالح يخلق فرصة للتأثير في منطقة البحر الأحمر شمالاً وجنوباً، وعلى القارتين المطلتين عليه – إفريقيا وآسيا.

إن التعاون لإزالة تهديد الحوثيين من الدول المطلة على البحر الأحمر سيعزز قيمة إسرائيل بالنسبة لهذه الدول. ولن يكون ذلك فقط من خلال الغارات الجوية التي تنفذها إسرائيل، بل أيضاً عبر عمليات بحرية بالشراكة مع حلفاء، تهدف إلى إضعاف قدرات الحوثيين العسكرية.

مثل هذه الأنشطة في البحر الأحمر وتوسيع التحالفات البحرية ستساعد أيضاً في مواجهة إيران، التي تستخدم المسار البحري لتمويل عملياتها الإرهابية وتسليح وكلائها في الشرق الأوسط. بعد الضربات التي تعرض لها “جيش الوكلاء” الإيراني في الأشهر الأخيرة، من المرجح أن تحاول إيران استعادة قوتهم عبر المسار البحري، مما يجعل استهدافه ضربة فعالة للنظام الإيراني.

من المتوقع أن يصبح البحر الأحمر محوراً رئيسياً للساحة الدولية في السنوات المقبلة. التوجهات العالمية، مثل استمرار الاعتماد على الطاقة القادمة من الخليج، تصاعد المنافسة بين القوى الكبرى للسيطرة على طرق التجارة العالمية، وتوسع النفوذ الصيني في المنطقة مقابل محاولات أمريكية للحد من هذا النفوذ، ستزيد من الأهمية الاستراتيجية لهذا الممر البحري.

كلما بادرنا بتحليل الوضع، وبناء قدرات مناسبة للتأثير والتحرك في البحر الأحمر، سنصبح أكثر أهمية بالنسبة للشركاء الحاليين والمستقبليين.

 

المصدر: القناة 12 الإسرائيلية

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *