آخر الأخباراسرائيليةعربية ودولية

تقرير خاص: هل أصبحت إسرائيل منبوذة عالميا؟ ما مدى التصدعات وما موقف أمريكا وأوروبا منها؟

خاص لرواق – في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وتداعياتها المتفاقمة، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة على الصعيدين الدولي والداخلي، ما يكشف عن تصدعات عميقة في علاقاتها مع حلفائها التقليديين وفي بنيتها السياسية الداخلية؛ فقد أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما المتزايد إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مع تصاعد الانتقادات حول الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع، مما أدى إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وهذه القوى الدولية.

وعلى الصعيد الداخلي، تعاني الحكومة الإسرائيلية من انقسامات حادة داخل الائتلاف الحاكم، حيث برزت خلافات جوهرية أدت إلى تهديدات من بعض الأعضاء، مثل بن جفير وسموتريتش بالانسحاب من الحكومة.

هذه العوامل تضع إسرائيل أمام تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة، قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد.

نستعرض وإياكم في هذا التقرير أبرز المواقف الدولية المؤثِّرة تجاه إسرائيل.

الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة

قال مسؤولان في البيت الأبيض لوكالة أكسيوس الأمريكيَّة إن الرئيس ترامب يشعر بالإحباط بسبب الحرب المستمرة في غزة وانزعاجه من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين، وطلب من مساعديه أن يخبروا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريد منه إنهاء الأمر، كما أنَّه يريد دخول المساعدات، والبدء في إعمار غزَّة”.

الرئيس الأمريكي ترامب

وقال مسؤولون في البيت الأبيض “إن الرئيس يرى فرصة حقيقية للسلام والازدهار في المنطقة، لكن الحرب في غزة هي آخر بؤرة ساخنة ويريد إنهاءها، فهذه الحرب تشتِّت الانتباه عن أمور أخرى يرغب ترامب في القيام بها، وإنَّ تحرُّكَ الرَّئيس الأمريكيّ بشكل أحاديٍّ لتأمين إطلاق سراح عيدان ألكسندر كان نتيجة للإحباط الذي يشعره بسبب الحرب”.

وفي تقرير دراميتيكيٍّ في صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن مصدر مطَّلع في البيت الأبيض، فإنَّ مقرَّبين من الرَّئيس الأمريكيّ ترامب أبلغوا نتنياهو بأنَّه إذا لم يوقف الحرب في غزَّة، فقد تتخلَّى الإدارة الأمريكيَّة عن دعم إسرائيل.

وأشار تقرير الواشنطن بوست ذاته إلى أنَّ لدى نتنياهو القدرة على إنهاء الحرب، ولكنَّه لا يريد فعل ذلك لأسباب سياسية.

ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض

ومن ناحية أخرى، فقد كان من المقرَّر أن يحضر نائب الرئيس الأمريكي، فانس، إلى إسرائيل يوم الثلاثاء، ولكنَّه ألغى زيارته بسبب عمليَّات التدمير التي ينفِّذها الجيش الإسرائيليُّ في غزَّة، وفقًا لما قاله مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكيَّة لموقع والا العبري.

الاتِّحاد الأوروبي

قالت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي كاجا كالاس، اليوم الثُّلاثاء، إنَّ الاتِّحاد الأوروبيَّ سيراجع اتِّفاقًا ينظِّم علاقاته السِّياسيَّة معَ إسرائيل بسبب الوضع الكارثي في غزَّة.

هذا وقد تزايدت الضُّغوط الدَّوليَّة على إسرائيل في الأيَّام الأخيرة، وسط شكاوى من نقص المساعدات الإنسانيَّة التي تصل إلى غزَّة، تزامنا مع إطلاق حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هجومًا عسكريًّا جديدًا على القطاع، وفقًا لما ذكرته رويترز.

وقالت كالاس إنَّ “أغلبيَّةً قويَّةً” من الوزراء الذين اجتمعوا في بروكسل أيَّدوا مراجعة الاتِّفاق معَ إسرائيل؛ المعروف باسم اتِّفاقيَّة الشَّراكة في ضَوء الأحداث في غزَّة؛ حيث أيَّد نحو 17 من أصل 27 عضوًا في الاتِّحاد الأوروبيِّ المراجعةَ التي ركَّزت على ما إذا كانت إسرائيل ملتزمةً ببند حقوق الإنسان في الاتِّفاق؛ وهذه الدُّوَل هي فرنسا وإسبانيا والسويد وبلجيكا وفنلندا وأيرلندا ولوكسمبورج والبرتغال وسلوفينيا والنمسا وبولندا والدنمارك وإستونيا ورومانيا وسلوفاكيا ومالطا؛ وامتنعت لاتفيا عن التصويت؛ وإذا توصَّلت المراجعة إلى أنَّ إسرائيل انتهكت المادَّة الثَّانية من الاتِّفاق؛ التي تنصُّ على أنَّ العلاقات يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ والدِّيمقراطيَّة، فقد ينتهي الأمر بتعليق الاتِّفاق.

كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي كاجا كالاس

وأوضحت كالاس للصَّحفيِّين أنَّ “الوضع في غزَّة كارثيّ؛ والمساعدات التي سمحت إسرائيل بدخولها هي قطرةٌ في بحر؛ ولذلك يجب أن تتدفَّق المساعدات فورًا دون عوائق، وعلى نطاق واسع”.

وقد علَّقت مايا سيون سيدكياهو مديرة برنامج العلاقات الإسرائيلية الأوروبية في معهد ميتفيم ومحاضرة في الجامعة العبريَّة، على الأمر بقولها: “إنَّها شرارة لتسونامي دبلوماسي”، كما ورد في صحيفة هآرتس الإسرائيليَّة.

وتابعت سيون تسيدكياهو: “هذه رسالة واضحة جدا إلى إسرائيل: لقد سئمنا هذه الحرب العبثية. بات يُنظر إليكم بشكل متزايد كدولة لم تعد قيمها تتماشى مع قيم الاتحاد الأوروبي”.

وقدّرت سيون تسيدكياهو أن مجرَّد مناقشة الاتحاد الأوروبي الآن لانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي يبعث برسالة قوية، ليس فقط إلى المحاكم الدولية، بل ربما أيضًا إلى دوائر مقربة من ترامب، التي قد تكون حساسة لهذه الإشارات.

فرنسا وبريطانيا وكندا

أصدر قادة فرنسا وبريطانيا وكندا بيانًا مشتركًا، جاء فيه أنَّ “مستوى المعاناة الإنسانيَّة في غزَّة لا يُطاق”، وهدَّدوا إسرائيل بإجراءات عقابيَّة إذا لم تتراجع عن حملتها العسكريَّة؛ كما جاء في البيان المشترك: “لن نقف مكتوفي الأيدي في حين تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة، وإذا لم تُوقِف إسرائيل هجومها العسكريَّ المتجدِّد، وترفع قيودها عن المساعدات الإنسانيَّة، فسنتَّخذ إجراءات ملموسة أخرى ردًّا على ذلك.

وبالفعل فرضت بريطانيا عقوباتٍ جديدةً على إسرائيل بسبب تصعيدها “غير المبرر أخلاقيًّا” للعنف في غزة، وطالبت بإنهاء حظرها “الوحشي وغير المبرَّر” للمساعدات الإنسانية.

هذا وقد أدان وزير الخارجيَّة ديفيد لامي الوضع “الوحشيَّ” في الوقت الذي حذَّرت فيه الأمم المتَّحدة من أنَّ قرابة 14 ألف طفل فلسطيني قد يموتون بحلول يوم الخميس ما لم تُتَّخَذْ إجراءات لتخفيف الأزمة التي تركت المدنيِّين يعانون من سوء التَّغذية الحاد، وفقًا للإندبندنت البريطانيَّة.

وزير الخارجية البريطانية لامي

كما أعلن وزير الخارجيَّة البريطانيّ، وفقًا لأسوشيتد برس، تعليق المحادثات التِّجاريَّة مع إسرائيل، وفرض عقوبات على ثلاثة أفراد وأربع كيانات متورِّطة في حركة الاستيطان، وقال: “إنَّ تصرُّفات بنيامين نتنياهو غير ملائمة على الإطلاق، وتؤدي إلى نتائج عكسيَّة بالكامل.

هذا وأشارت صحيفة لو موند الفرنسيَّة إلى أنَّ حكومة ستارمر البريطانيَّة استدعت السَّفيرة الإسرائيليَّة في لندن، تسيبي حوتوفيلي ووبَّختها.

وفي حديث رئيس الوزراء البريطانيِّ كير ستارمر، في البرلمان البريطانيِّ، بدا غاضبًا، وفقًا لبي بي سي البريطانيَّة، وقال إنَّ مستوى المعاناة في غزَّة، وبخاصَّةٍ بين الأطفال الأبرياء، لا يُطاق، وقال إنَّه شعر بالفزع من قرار إسرائيل بتصعيد حملتها العسكريَّة.

ماكرون ونتنياهو

اتهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باتباع سلوك “غير مقبول” و”مُخزٍ” بمنع إدخال المساعدات للفلسطينيين في غزة، وحثَّ الاتِّحاد الأوروبيَّ على تكثيف الضَّغط على إسرائيل.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وفي السياق ذاته، اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدعم حركة حماس.

وأكد نتنياهو سابقًا، بعد تصريحات ماكرون بإمكانيَّة الاعتراف بدولة فلسطينيَّة، أنه لا يمكن قبول دروس في الأخلاق تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية من قبل دول تعارض استقلال كورسيكا وكاليدونيا الجديدة، على حد قوله.

سلوفينيا

صرّحت تانيا فاجون، وزيرة خارجية سلوفينيا، بأنَّ عدم مواجهة إسرائيل سيضرُّ بالاتحاد الأوروبي كمشروع سياسي؛ وقالت: “إنَّ فشل الاتحاد الأوروبي في إدانة قتل إسرائيل للمدنيين بوضوح وحزم، يُلحق ضررًا لا يُمكن إصلاحه بسمعة الاتحاد الأوروبي عالميا وداخليا. الناس والأطفال يتضورون جوعًا، وعمال الإغاثة يُقتلون، ولا يزال الاتحاد الأوروبي صامتًا؟”

المعارضة داخل إسرائيل

في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت إن ما تقوم به إسرائيل حاليا في غزة “يقترب جدا من جريمة حرب”. وأضاف: “يُقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، إلى جانب عدد كبير من الجنود الإسرائيليين”.

أما يائير غولان، زعيم حزب “الديمقراطيين” اليساري وأحد كبار القادة السابقين في الجيش الإسرائيلي، فقد وجَّه انتقادات لاذعة للحرب؛ وقال غولان، في حديثه أمس الثلاثاء: “إسرائيل تسير في طريق التحول إلى دولة منبوذة بين الأمم، كجنوب إفريقيا في الماضي، إذا لم تعد للتصرف كدولة عاقلة”.

وأضاف: “الدولة العاقلة لا تقاتل المدنيين، لا تقتل الأطفال كهواية، ولا تتخذ من طرد السكان هدفًا لها”.

وقد قوبلت تصريحات غولان بالرفض من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من حلفائه السياسيين، بمن فيهم قادة اليمين المتطرف ووزراء الحكومة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وكلاهما دعا إلى احتلال غزة وإفراغها من سكانها، ولكن غولان صدّ هذه الانتقادات وقال: “مغزى تصريحاتي كان واضحًا. هذه الحرب تجسيد لأوهام بن غفير وسموتريتش”، مضيفًا: “وإذا سمحنا لهم بتحقيقها، فسنصبح دولة منبوذة”.

 

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *