نتنياهو يعلن انطلاق “عملية شعب كالأسد” ضد إيران، ويقول للإيرانيين: يوم تحرركم من الاستبداد أقرب من أي وقت مضى

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس عن انطلاق عملية عسكرية واسعة ضد إيران تحت اسم “شعب كالأسد”، تهدف إلى “إحباط المشروع النووي الإيراني” وضرب البنية التحتية لبرامجها العسكرية، مؤكداً أن الضربة جاءت استجابة لـ”لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل”.

وقال نتنياهو إن العملية استهدفت منشآت نووية ومواقع للصواريخ الباليستية، كما شملت “استهداف علماء نوويين بارزين يعملون على تصنيع قنبلة نووية، وضرب قلب برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني”، مشيراً إلى أن إيران كانت تخطط لإنتاج 10 آلاف صاروخ باليستي في المرحلة المقبلة.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن عشرات الطائرات شنّت ضربة جوية مكثفة على أهداف عسكرية حساسة في مدن أصفهان وأراك وكرمانشاه، المعروفة باحتوائها منشآت نووية وصناعية كبرى، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن شهود محليين.

اغتيالات وتوسيع العمليات
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الضربة الافتتاحية تضمنت عمليات اغتيال نوعية في طهران استهدفت قادة كبارًا في الحرس الثوري، بالإضافة إلى علماء نوويين إيرانيين، وأكدت مصادر عبرية أن قائدَي أركان الجيش والحرس الثوري الإيرانيين كانا من بين الأهداف.

وأفادت القناة 12 العبرية بوجود “احتمال متزايد” بأن إسرائيل نجحت في القضاء على القائد العسكري الإيراني الأعلى خلال هذه العمليات.

قرارات أمنية وتصعيد في الجاهزية
كشفت يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي أصدر الأمر رقم 8 لتجنيد آلاف من جنود الاحتياط، ونشرهم في التشكيلات الحيوية التابعة لسلاح الجو، وقيادة الجبهة الداخلية، والقيادتين الشمالية والوسطى، ومديرية الاستخبارات العسكرية. كما تم رفع مستوى التأهب في فرقة الضفة الغربية تحسبًا لأي تصعيد محتمل.

إلى جانب ذلك، طلبت هيئة المطارات الإسرائيلية من المسافرين عدم التوجه إلى مطار بن غوريون حتى إشعار آخر، في ظل تصاعد المخاوف من رد إيراني مباشر أو من جبهات أخرى في المنطقة.

إجماع سياسي ورسالة إيرانية
قال الصحفي الإسرائيلي عميحاي شتاين إن المجلس الوزاري الأمني المصغر وافق بالإجماع على تنفيذ الهجوم خلال اجتماع استثنائي خُصص رسميًا لمناقشة “تطورات صفقة الرهائن”، إلا أن القرار تمحور فعليًا حول العملية العسكرية.

من جانبه، قال نتنياهو في رسالة وجهها إلى الإيرانيين: “يوم تحرركم من الاستبداد أقرب من أي وقت مضى”، مضيفًا: “هذه العملية ستستمر طالما كان ذلك ضروريًا، وإيران لا تزال تملك قدرات هجومية ونحن مستعدون لكل الاحتمالات”.

موقف أمريكي حذر
أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن العملية “أحادية الجانب” من جانب إسرائيل، وأن الولايات المتحدة غير متورطة في الهجوم، لكنها اتخذت جميع الخطوات الضرورية لحماية قواتها في المنطقة، وفقًا لما نقلته شبكة CNN عن مصادر رسمية.

وبينما تتزايد احتمالات جولات إضافية من الهجمات الإسرائيلية، يستعد الطرفان – وفق مراقبين – لمرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي، في ظل ترقب دولي لمآلات المواجهة غير المسبوقة بين تل أبيب وطهران.