كما هو الحال في كل عام، ينشر مؤسسة التأمين الوطني في إسرائيل تقريرًا عن معدلات الفقر وعدم المساواة في الدخل للسنة السابقة، وهذه المرة لعام 2023، وهي السنة التي شهدت تعافي الاقتصاد الإسرائيلي من تبعات جائحة كورونا، لتتحول لاحقًا إلى اقتصاد حرب. استمرت عام 2023 في التميز بوضع اجتماعي-اقتصادي مقلق، حيث برزت مستويات مرتفعة من الفقر وعدم المساواة الواضح في الدخل. في هذا العام، عاش في إسرائيل 1.98 مليون شخص تحت خط الفقر، من بينهم 872.4 ألف طفل و158.5 ألف من كبار السن، ما يعكس معدلات فقر بلغت 20.7% من إجمالي سكان إسرائيل، و27.9% من الأطفال، و12.8% من كبار السن (وفقًا للتعريف الضيق للفقر، الذي يعتمد على الدخل للفرد. أما التعريف الأوسع، الذي يشمل نقص ظروف المعيشة الأساسية، فيشير إلى أن ما يقرب من 40% من الأطفال وخُمس كبار السن يعيشون في حالة فقر).
بلغت نسبة الفقراء من العرب والمتدينين الحريديم ضمن إجمالي الفقراء في إسرائيل عام 2023 نحو 64.9%: 42.4% من العرب و22.5% من الحريديم، وهو ضعف نسبتهم في المجتمع. بينما بلغت نسبة الفقر بين اليهود غير الحريديم 14%. وبين عامي 2022 و2023، لم تتغير النسبة الرسمية للفقر بشكل كبير، حيث انخفضت من 20.8% إلى 20.7%. وبدون مخصصات التأمين الوطني، كانت نسبة الفقر في إسرائيل سترتفع إلى نحو ثلث السكان، أي 31.1%، مقارنة بـ30.6% في العام السابق.
وأشار معدو التقرير إلى أن “مستوى عدم المساواة في إسرائيل يُعد مرتفعًا مقارنة بالدول المتقدمة، وفقًا لمؤشرات مختلفة. وبحسب مؤشر جيني لعدم المساواة في الدخل، تأتي إسرائيل بعد دول مثل ليتوانيا، الولايات المتحدة، المكسيك، تركيا، تشيلي، وكوستاريكا. وفي بعض المؤشرات الأخرى لعدم المساواة، تحتل إسرائيل مرتبة أقل.”
أظهر التقرير أن سكان الشمال، الجنوب، والقدس يعانون من معدلات فقر أعلى. وكانت مدينة موديعين عيليت الأكثر فقرًا، تليها بالترتيب: القدس، بيت شيمش، بني براك، اللد، نتانيا، أشدود، بئر السبع، يافا، وبات يام.
تأثرت معدلات الفقر بين العاملين المستقلين جزئيًا بإغلاق بعض الأعمال في قطاعات التجارة والمطاعم نتيجة الحرب. وتبين أن أعلى معدلات الفقر كانت في قطاعات: خدمات الضيافة والمطاعم، خدمات الإدارة والدعم، الخدمات الصحية والرعاية، بالإضافة إلى قطاعات الفنون والترفيه، التعليم، والزراعة.
وفقًا لخطوط الفقر حسب حجم الأسرة لعام 2023، تحتاج الأسرة المكونة من فرد واحد إلى دخل شهري قدره 4,155 شيكل لتبقى فوق خط الفقر، بينما تحتاج الأسرة المكونة من زوجين وطفل واحد أو أحد الوالدين مع طفلين إلى دخل قدره 8,808 شيكل شهريًا. أما الأسرة المكونة من زوجين وطفلين، فتحتاج إلى دخل يبلغ 10,637 شيكل شهريًا. كما أظهر التقرير أن العائلات التي يرأسها أفراد تتراوح أعمارهم بين 30-44 عامًا تأثرت بشكل كبير بالحرب، حيث إن هذه الفئة العمرية تضم غالبية الجنود المسرحين الذين تمت تعبئتهم في الاحتياط ولم يتمكنوا من دخول سوق العمل.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
