هل تصمد اسرائيل أمام مزيد من موجات الحر ؟ .. أرقام قياسية في استهلاك المياه والكهرباء

نجحت شبكات المياه والكهرباء في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، وخاصة اليوم (الأربعاء)، في تلبية الطلبات المرتفعة الناتجة عن موجة الحر الطويلة التي تشهدها البلاد. ومع ذلك، يحذر خبراء من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتراجع كميات الأمطار في السنوات المقبلة سيجعل توفير هذه الخدمات الأساسية أكثر صعوبة.

وفقًا لشركة “مكوروت”، يبلغ معدل استهلاك المياه حاليًا بين 4.1 و4.2 مليون متر مكعب يوميًا، تشمل الاستهلاك المنزلي والصناعي والزراعي. نحو مليوني متر مكعب من هذه الكمية مصدرها محطات تحلية المياه، فيما توفر آبار الحفر المنتشرة في البلاد – وعددها نحو 800 – حوالي 1.8 مليون متر مكعب إضافية، أما الباقي فيأتي من بحيرة طبريا، مع تقليل الاعتماد عليها بسبب تراجع منسوبها.

وتسجّل استهلاك المياه في الصيف مستويات أعلى بكثير من الشتاء، إذ قد ينخفض في المواسم الباردة إلى نحو 2.3 مليون متر مكعب يوميًا. المسؤول في “مكوروت” جال ملاخي أوضح أن إدارة الإمدادات تتواصل على مدار الساعة، وأن أيام الحر المتتالية تضطر الشركة لتشغيل جميع المصادر بأقصى طاقتها، حيث يعمل المئات في ظروف ميدانية قاسية تصل أحيانًا إلى 50 درجة مئوية في مناطق مثل وادي الأردن والعربة.

كما أظهرت البيانات ارتفاع الاستهلاك في منطقة الجنوب بنسبة 4% سنويًا، مقابل 2-3% في المعدل الوطني. وأكد ملاخي أن التحدي الأكبر هو فترات الاستهلاك المرتفع الطويلة، خصوصًا مع بدء ذروة الصيف في شهري مايو ويونيو بدل يوليو وأغسطس، في ظل تراجع مواسم الشتاء.

في الوقت نفسه، شهدت إسرائيل اليوم ولأول مرة تجاوز استهلاك الكهرباء حاجز 17 ألف ميغاواط، ليسجل 17,287 ميغاواط عند الساعة 15:15، محطّمًا الرقم القياسي لليوم الرابع على التوالي. وأشار المدير العام لشركة الكهرباء، مئير شبيغلر، إلى أن فرق الشركة تعمل ميدانيًا في مختلف المناطق تحت درجات حرارة مرتفعة لمعالجة الأعطال وضمان استمرار التيار.