البوصلة الاسرائيلية نحو وادي عارة والنقب .. عنوان مرحلة “حسم الوجود العربي”

خاص – وادي عارة ، رواق
تركز السلطات الاسرائيلية بوصلتها نحو منطقتي النقب ووادي عارة، في عمليات الهدم، سواءً بتنفيذ إخطارات أو إصدارها، وهو ما يعكس مخططًا يُراد منه “حسم معركة الوجود العربي”، والتي ستشهدها المرحلة القادمة، كما يؤكد حقوقيون ومسؤولون في لجان الدفاع عن الأراضي.
فقد كُشف قبل أيام عن ما يقارب 300 أمر هدم تلقاه مواطنون في منطقة وادي عارة من ضمنها ام الفحم خلال فترات غير بعيدة مؤخراً.
وفي المقابل عاد شبح الهدم لمناطق النقب، بالرغم من أن الآلة الإسرائيلية، انشغلت بالحروب التي تشعلها على الجبهتين الشمالية والجنوبية، إلا أن النقب يشهد فترة عصيبة من مخطط التهجير والاقتلاع.
ويهدف مخطط تهجير النقب لاقتلاع 14 قرية عربية، بما يعادل 10 آلاف نسمة، تحت بند ما يسمى بالقرى غير المعترف بها.
بواقي أراضٍ ولا ضوء بالأفق
وعن منطقة وادي عارة قال عضو لجنة الدفاع عن اراضي وادي عارة، أحمد ملحم لموقع “رِواق”: “عندما نتحدث تحديدًا عن قضية الأرض والمسكن عند العرب الفلسطينيين في الداخل، فلا بُدّ أن يعلم الجميع بأن مُجمل ما تَبقى من الأرض المَملوكة ملكية خاصة يبلغ 3.5 % من أصل 87% عام 1948، وللمقارنة على سبيل المثال، فإن شركة الكيرن كييمت، تمتلك ما يزيد عن الـ 13% من الأراضي، أي ما يعادل 4 أضعاف إجمالي ما يمتلكه جميع المواطنين العرب في الدولة”.
وبين أن نسبة 2.5% من هذه الأرض مَبْنيٌّ عليها، وما تبقى لا يزيد عن الـ 1% منها، وهذه ما زالت مفتوحة، وتقع غالبيتها خارج نفوذ مسطّحات السلطات المحلية أو الخرائط الهيكلية وخارج سيطرتها رسميًا، مما يجعلها لقمة سائغة في فَم اللجان اللوائية لاستغلالها بغرض توسعة البلدات اليهودية المجاورة، واستعمالها لتمرير المشاريع القُطرية.
ولفت لوجود عجز في 130000 قسيمة بناء، أو شقة سكنيّة لسدّ حاجة الأزواج الشابة لغاية اليوم.
وشدد على أن “إسرائيل” تعتبر قضية هدم البيوت كمشروع “وطني”، وقد تبنت هذا المشروع الحكومات والوزارات المتعاقبة كافة.
وأفاد بأنه ومنذ عام 2017 تم اغلاق مئات المصالح التجارية وتسريح عمال وموظفين في هذه المصالح وجباية مئات ملايين الشواقل من المواطنين وأرباب هذه المصالح.
إنجازات المتطرفين
أما عن حقبة المتطرف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فقال ملحم: “هذا الشخص تولى مؤخرًا إدارة وتوجيه وحدة هدم البناء، بغطاء تنظيمه، لكن هذا لا يعني أن من سبقوا بن غفير هذا، كانوا أبرياء، فقد سبقه سموتريتش، وإييلت شكيد وآخرون، لا يقلون سوءًا عنه، ولكن بن غفير يتلذذ فعلًا كلما قام بتنفيذ هدمٍ وتجريفٍ ومصادرةِ آليات عمل، و”يُغَني بهذه على أنها إنجازات خاصة به كما يليق بمجرم مُدان بالعنصرية والتحريض وملاحقة العرب في كلّ مناسبة”، يقول ملحم.
ويشدد على أن الهدم لن يوقف في حال استبدال هذا الوزير بغيره، ولن تتوقف هذه العمليات إلا باختلاق أزمة كبيرة على مستوى العرب كافة، وهذا لن يحصل إلا إذا أغلقت السلطات المحلية برمتها مدّة غير محدودة حتى تتراجع الدولة عن هذه السياسة.
وأعرب عن أسفه “بأنه لا يرى حاليًا بصيصَ ضوء في النَفق العميق”.
معركة وجود قادمة
وفي النقب، وصف مركز “عدالة الحقوقي” في النقب ما يجري من عمليات هدم، بأن المرحلة القادمة ستحمل مزيداً من التصعيد على الوجود العربي في النقب.
ولفت في بيان وصل “رواق” مؤخرًا أن النقب يواجه معركة وجود بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أمام بن غفير وجمعيات ومؤسسات متطرفة.
وأشار إلى أن السابقين أعلاه يحاولون كتب تاريخ جديد بأن العرب البدو غزاة لهذه المنطقة في تشويه متعمد للحقائق.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)