“ناس بترقص وناس بتموت”.. حقيقة فيديو متداول للوضع على معبر رفح: صُنِعَ بوساطة الذكاء الاصطناعي!

تداولت حسابات عبر الشبكات الاجتماعية مقطع فيديو بزعم أنه يعرض مشهدًا مفتوحًا للحظة رقص مصريين على الجانب المصري من معبر رفح بينما تشن إسرائيل غارات على قطاع غزة، بحسب الادعاء.
تزامن تداول الفيديو مع تحرك آلاف المصريين إلى معبر رفح، مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش في شمالي سيناء، الثلاثاء، برفقة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
في هذه الأثناء، حصد المقطع المتداول مئات الآلاف من المشاهدات وعشرات الآلاف من التفاعلات عبر مختلف المنصات الاجتماعية.
رافق المقطع تعليقات، مثل “ناس بترقص وناس بتموت”، اسم الأغنية المصرية المعروفة لفريق “كاريوكي”. كان الفيديو يعرض ما يبدو أنه مشهد رأسي من الجو لجانبي الحدود عند معبر رفح، حيث أشخاص يحملون أعلامًا مصرية إلى اليمين من المعبر، ونيران مشتعلة على بعد أمتار منه في الجانب الفلسطيني.
أظهر تحقق موقع CNN بالعربية من الفيديو أنه مُنتج عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي. نطاق معبر رفح. إلى جانب عدم اتساق مشاهد المكان التي ظهرت خلاله مع الطوابع الجغرافية في محيط معبر رفح.
وكشفت نتائج تحليل أدوات للتحقق من المواد المصورة أن المقطع جرى إنتاجه عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويدعم ذلك طبيعة ظهور بعض عناصر الفيديو، التي تبدو غير منطقية، مثلا طريقة تصاعد الدخان في خلفية الفيديو وحركة الأشخاص البطيئة والمتمهلة على الجانبين بالتزامن مع ما يزعم الفيديو أنه للحظة وقوع قصف أو غارات في الجانب الفلسطيني من المعبر.
ورغم أن المشاهد تبدو مشابهة للواقع، إلا أنها ليست متسقة مع الطوابع الجغرافية والمباني في محيط معبر رفح وبواباته.
على سبيل المثال، عادة ما تكون التظاهرات المصرية قرب بوابة المعازة الرئيسية لمعبر رفح، التي تبعد 430 مترًا على الأقل من خط الحدود مع غزة. ويقع وراء هذه البوابة مباني خدمية لمعبر رفح في الجانب المصري.

بينما يظهر الفيديو المتداول تجمعات مصرية مزعومة بصورة ملاصقة للجدار الحدودي الفاصل بين مصر وغزة، وهو ما لا يتسق مع طبيعة المكان على أرض الواقع.
وتحمل طريقة انتشار الفيديو مؤشرات لافتة على أنه كان على ما يبدو جزءًا من حملة تضليل منسقة، سواء من حيث تكرار نسق الرسالة الترويجية أو الحسابات الناشرة للفيديو، التي سبق أن لعبت دورًا مؤثرًا في حملات إلكترونية.
وظهر الفيديو خلال الساعات الأخيرة مع ظهور مفاجىء لفيديو قديم لتجمع قرب معبر رفح في 31 يناير/كانون الثاني، بعد أيام من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإبان كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته الرامية إلى نقل سكان غزة إلى دول عدة، بينها مصر والأردن، التي قٌوبلت برفض عربي.
فيما أشار بعض المحللين إلى أن الفيديو المنتشر للذين يرقصون علي معبر رفح اتضح انه فيديو قديم من ٣١ يناير وتم تسويقه اليوم للخداع وتشويه فاعليه اليوم.
وكانت صحيفة الجورنال – مصر، نشرت في 31 يناير منشورا تقول فيه: “كلنا معاك يا ريس .. فرحة المصريين من أمام معبر رفح رفضا لتهجير الفلسطينيين”.
كما قال ناشط على فيسبوك: “في وسط الأحداث اللي بتحصل دلوقتي، انتشر فيديو لمصريين عند معبر رفح بيرقصوا وبيشغلوا أغاني، واتقال إنه حصل في عز الأزمة الحالية.. طبيعي جدًا إن الدم يغلي، وزي أي مصري عنده كرامة وشهامة، طلعنا وانتقدنا اللي شفناه في الفيديو، واتكلمنا بكل غضب عن الموقف.
لكن بعد ما رجعنا وبحثنا، اتضح إن الفيديو قديم، واتصور وقت الهدنة اللي حصلت قبل كده، مش في الوقت الحالي ومسحنا المنشور.
رغم كده، الفكرة نفسها مرفوضة، مفيش حاجة اسمها أروح أرقص أو أفرح على حدود فيها ناس بتموت، سواء وقت هدنة أو غيره.. لكن اللي لفت نظري فعلًا، هو النية ورا نشر الفيديو ده في التوقيت ده بالذات.
القنوات اللي نشرت الفيديو – واللي بيقال إنها “موثوقة” – يا إما ما كلفتش نفسها تتأكد من تاريخه، أو كانت عارفة ومتأكدة إنه قديم، لكنها قررت تنشره دلوقتي لاستغلال الغضب الطبيعي عند الناس.. والهدف؟ إشعال فتنة بيننا كمصريين.. الناس تتخانق وتتشتم وتشكك في بعض، وهما كده كده مش فارق معاهم.. المهم عندهم التفاعل والريتش، حتى لو على حساب دم الناس وحزنهم.
للأسف، بقينا عايشين في زمن فيه ناس مستعدة تستغل وجعك، وتصنع محتوى من دموعك، عشان بس تاخد لايك أو شير زيادة”.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)