البابا يناشد إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة، والإمارات تتوصل إلى اتفاق بشأن “مساعدات عاجلة”، واتهامات بعرقلة توزيعها

ناشد البابا لاون الرابع عشر، إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واصفاً الوضع في القطاع الفلسطيني بأنه “أشد إثارة للقلق والألم”.
جاء ذلك خلال أول لقاء عام أسبوعي له في ساحة القديس بطرس، قائلاً: “أجدد ندائي الحار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية العادلة ووضع حد للأعمال العدائية التي يدفع ثمنها الأطفال وكبار السن والمرضى”.
وكان البابا الجديد قد دعا في قداس مهيب يوم الأحد 11 مايو/أيار، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين.
في هذا السياق، نشرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مقطع فيديو يُظهر كمية كبيرة من المساعدات، مُخزنة في مستودع خارج العاصمة الأردنية عمّان، والتي تقول إنها تبعد ثلاث ساعات فقط بالسيارة عن غزة.
وأوضح الفيديو أن هناك “طعاماً يكفي 200 ألف شخص، وأدوية تكفي 1.6 مليون شخص، وبطانيات، ومستلزمات نظافة شخصية، ولوازم مدرسية تنتظر وصولها إلى سكان غزة”.
وأفادت الأمم المتحدة وجهات أخرى، الأربعاء، أنه على الرغم من مرور بعض المساعدات عبر نقاط التفتيش الأمنية الإسرائيلية ودخولها قطاع غزة، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين لم يُفرجوا عنها بعد للتوزيع.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الإمارات العربية المتحدة توصلها إلى اتفاق مع إسرائيل للسماح بإيصال “مساعدات إنسانية عاجلة” إلى غزة، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل اتهامات محلية ودولية بعرقلة المساعدات.
وأفاد البيان الذي نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن الشيخ عبد الله بن زايد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإماراتي، أجرى اتصالاً هاتفياً مع جدعون ساعر، وزير خارجية إسرائيل، “أفضى إلى الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة من دولة الإمارات”.
وأضاف البيان أن هذه المساعدات تهدف إلى تلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في قطاع غزة كمرحلة أولى.
كما تشمل المبادرة توفير المواد الأساسية اللازمة لتشغيل المخابز في القطاع، بالإضافة إلى مستلزمات الأطفال الضرورية، مع ضمان استمرارية توفير هذه المواد لتلبية احتياجات المدنيين.
وأعلنت إسرائيل أن 93 شاحنة مساعدات دخلت غزة من إسرائيل يوم الثلاثاء، لكن الأمم المتحدة قالت إن توزيع المساعدات مُعطّل.
وأكد آل نهيان خلال الاتصال على أهمية وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني في القطاع “بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق”.
كما بحث الجانبان الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية للسماح بوصول المساعدات إلى غزة، حيث تقول المنظمات الإنسانية إن الحصار الشامل المفروض منذ 2 مارس/آذار تسبب في نقص حاد في الغذاء والدواء.
“ذرًّا للرماد في العيون”
من ناحية أخرى، اتهم أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة إسرائيل بمواصلة عرقلة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكد الشوا أن شاحنات الإغاثة لم تصل بعد إلى مخازن الأمم المتحدة في غزة، قائلاً إن إسرائيل تحاول التهرب من الضغوط الدولية بـ “ادعاء السماح بدخول المساعدات”، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، قالت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إن “كمية المساعدات التي بدأت إسرائيل بالسماح بدخولها إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب ليست كافية على الإطلاق”.
وأضافت أن المساعدات الحالية جاءت في إطار التمويه “ذرّاً للرماد في العيون، للتظاهر بانتهاء الحصار”، في إطار نفي تهمة تجويع سكان القطاع عن نفسها.
وقالت باسكال كويسارد، منسقة الطوارئ في المنظمة في خان يونس بغزة: “إن قرار السلطات الإسرائيلية بالسماح بدخول كمية غير كافية من المساعدات إلى غزة على نحو مثير للسخرية بعد أشهر من الحصار المشدد، يشير إلى نيتها تفادي تهمة تجويع سكان غزة، بينما في الواقع تُبقيهم على قيد الحياة بالكاد”.
وأضاف البيان أن “التصريح الحالي بإدخال 100 شاحنة يومياً، في ظلّ الوضع المتردّي للغاية، غير كافٍ على الإطلاق”.
في غضون ذلك، تواصل أوامر الإخلاء تهجير السكان، بينما لا تزال القوات الإسرائيلية تُخضع المرافق الصحية لغارات مكثفة.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أنها حصلت على الموافقة لإرسال مساعدات لأول مرة منذ أن فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً في 2 مارس/آذار، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء.
وأعلنت إسرائيل أن 93 شاحنة دخلت غزة من إسرائيل يوم الثلاثاء، محملة بمساعدات شملت الطحين وأغذية أطفال ومعدات طبية وأدوية، لكن الأمم المتحدة قالت إن المساعدات مُعطّلة.
وأوضحت الأمم المتحدة أن المساعدات لم توزَّع في غزة حتى الآن، على الرغم من وصول الشاحنات إلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، بعد حصار دام 11 أسبوعاً.
وقال المتحدث باسمها، ستيفان دوجاريك، إن الفريق “انتظر عدة ساعات” حتى تسمح له إسرائيل بالدخول إلى المنطقة، لكن “للأسف، لم يتمكنوا من إدخال تلك الإمدادات إلى مستودعاتنا”.
المصدر: بي بي سي
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)