لم يصدق ترمب أن ذلك سيحدث له: أزمة جوية غير مسبوقة وآلاف الرحلات ألغيت مع شلل في المطارات
تواجه منظومة الطيران المدني في الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة أزمة غير مسبوقة أدت إلى تعطّل آلاف الرحلات الجوية في مختلف أنحاء البلاد، في ظل جفاف ميزانية هيئة الطيران الفيدرالية (FAA) نتيجة الشلل الحكومي المستمر والخلافات السياسية داخل الكونغرس.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن آلاف الموظفين الأساسيين في القطاع – من بينهم مراقبو حركة الطيران وعناصر الأمن – لم يتقاضوا رواتبهم منذ بداية أكتوبر، فيما اضطر العديد منهم إلى العمل دون مقابل أو البقاء في منازلهم، ما أدى إلى شلل جزئي في تشغيل النظام الجوي الأمريكي.
أكثر من 25 ألف رحلة متأثرة
بسبب الأزمة، أعلنت هيئة الطيران الفيدرالية أنها تعمل بطاقة محدودة ولا يمكنها تشغيل المطارات بكامل طاقتها. ووفق البيانات الرسمية، تم منذ مطلع نوفمبر تسجيل أكثر من 20 ألف تأخير وحوالي 5 آلاف إلغاء رحلات في مختلف الولايات.
وفي يوم الأحد وحده، تأخرت أكثر من 10 آلاف رحلة بينما أُلغيت 2,800 رحلة بالكامل، ما جعله اليوم الأسوأ في تاريخ الطيران الأمريكي الحديث من حيث الاضطراب والفوضى التشغيلية.
تقليص عدد الرحلات في أكثر من 40 مطارًا
في محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت هيئة الطيران عن خفض بنسبة 10% في عدد الإقلاع والهبوط في أكثر من 40 مطارًا رئيسيًا في البلاد، من بينها مطار نيويورك، شيكاغو، ولوس أنجلوس. وحذرت الهيئة من أنه إذا استمر الجمود السياسي وتعطّل التمويل الحكومي، فقد تُضطر إلى خفض الحركة الجوية بنسبة تصل إلى 20% خلال الأسابيع المقبلة.
خلفية الأزمة السياسية
تأتي هذه الأزمة في ظل إغلاق حكومي جزئي مستمر منذ شهر، بسبب خلافات حادة بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس حول خطة تمويل الحكومة الفيدرالية. ونتيجة لذلك، لم يتلقَّ موظفو الدولة، ومنهم مراقبو الطيران، أي رواتب منذ بداية أكتوبر، فيما تشير التقديرات إلى أن الشركات المتعاقدة مع الحكومة الأمريكية تكبدت خسائر تتجاوز 12 مليار دولار.
هل تلوح تسوية في الأفق؟
ليلة أمس، أقرّ الكونغرس الأمريكي مقترح تسوية مؤقتة لإنهاء الإغلاق وإعادة تمويل الدوائر الحكومية، لكن تنفيذ الاتفاق **ما زال مرهونًا بموافقة مجلس النواب والرئيس السابق دونالد ترامب.
ويرى مراقبون أن إطالة أمد الأزمة قد تؤدي إلى شلل شبه كامل في قطاع الطيران، وإلى تداعيات اقتصادية قاسية على شركات الطيران الأمريكية وملايين المسافرين مع اقتراب موسم الأعياد.
ويُوصف ما يحدث حاليًا بأنه أخطر أزمة تضرب سماء الولايات المتحدة منذ عقود، وأول اختبار جدي لإدارة ترامب في قدرتها على التعامل مع شلل حكومي ينعكس مباشرة على أحد أكثر القطاعات الحيوية في الاقتصاد الأمريكي.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
