من هو المسؤول الكبير الجديد في وزارة دفاع ترامب الذي ينتقد إسرائيل، ويتعاطف مع إيران والحوثيين؟

إدارة ترامب الجديدة تواصل تشكيل طابعها واختيار الكوادر التي ستتولى المهام خلال السنوات الأربع المقبلة، مع ضم مزيد من المهنيين إلى صفوفها، بالتزامن مع ما وصف بـ”تطهير” مناصب الإدارة من شخصيات إدارة بايدن والموظفين المرتبطين بها. وأُعلن أمس (الثلاثاء) أن أحد كبار المسؤولين الجدد في وزارة الدفاع يتبنى مواقف شديدة الانتقاد لإسرائيل، مقابل نهج يُعتبر متساهلاً تجاه إيران والحوثيين.
تم تعيين مايكل ديمينو (Michael DiMino) في منصب مساعد نائب وزير الدفاع لشؤون سياسات الشرق الأوسط. وكان ديمينو قد عمل سابقاً كمحلل في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) متخصص في شؤون الشرق الأوسط، كما شغل عدداً من المناصب في مجال مكافحة الإرهاب. وعلى مدار السنوات، خاصة العام الماضي، عُرف بانتقاداته للوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط ودعوته إلى تقليص كبير للقوات، بما في ذلك في سوريا والعراق.
في فبراير 2024، صرح ديمينو خلال مشاركته في ندوة بأن “الشرق الأوسط لا يمثل أهمية كبيرة للمصالح الأمريكية”، وأضاف: “التهديدات الوجودية في الشرق الأوسط يمكن وصفها بأنها ضئيلة أو غير موجودة” بالنسبة للولايات المتحدة. وأكد أن أنشطة الولايات المتحدة في المنطقة “لم تحقق أي فوائد تُذكر”.

وشدد ديمينو على أن الولايات المتحدة قادرة على مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط دون الحاجة إلى وجود عسكري كبير، مقترحاً الاعتماد على الوسائل الدبلوماسية، والتعاون مع جهات محلية، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ ضربات بعيدة المدى. ودعا إلى تقليص كبير للوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، وإخلاء القواعد والمواقع في العراق وسوريا، مع إعادة تقييم الانتشار العسكري في الخليج العربي.
وفي تصريحات له في فبراير 2024، قال ديمينو: “الأشخاص الذين يزعمون أن إيران تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط… أعتقد أنهم يثيرون الذعر بشكل مبالغ فيه، وهذه المزاعم لا تدعمها الحقائق”. وفي نوفمبر 2023، صرح بأن “الجيش الإيراني يمتلك قدرات محدودة للغاية”. وبعد الهجوم الصاروخي الإيراني الثاني على إسرائيل في الأول من أكتوبر 2024، وصف ديمينو هذا الهجوم بأنه “معتدل نسبياً” رداً على عمليات إسرائيل ضد إيران وحلفائها، مشيراً إلى أن الأمر يعكس رد فعل إيراني.
ديمينو معروف بمعارضته لشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، محذراً من أن مثل هذه العمليات ستدفع إيران إلى “التصرف بلا قيود”. كما أشاد في السابق بالرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لضغطه على إسرائيل لعدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بعد الهجوم الإيراني الأول على إسرائيل في أبريل 2024. وأكد مراراً أن العمليات الإسرائيلية ضد إيران وحلفائها تعرض القوات الأمريكية في الشرق الأوسط للخطر بسبب احتمال استهداف قواعدها كرد فعل.
كما انتقد ديمينو إدارة الحرب الإسرائيلية في غزة، قائلاً: “أي محاولة للإطاحة بحكم حماس ستؤدي إلى ظهور حماس 2.0”. ووجه انتقادات حادة للسياسات الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية. كذلك، انتقد الغارات الأمريكية على الحوثيين في اليمن، ووصفها بأنها “عديمة الجدوى”. وأضاف أن إدارة بايدن فشلت، حسب رأيه، في الضغط على إسرائيل لفتح ممرات إنسانية إلى غزة.
وذكرت صحيفة Jewish Insider أن تعيين ديمينو أثار قلقاً عميقاً لدى مسؤولي الأمن القومي المحافظين في الولايات المتحدة، وأوساط مؤيدة لإسرائيل. وقال أحدهم: “أنا قلق للغاية من أن مواقف ديمينو لا تتماشى مع وعد الرئيس ترامب بتحقيق السلام عبر القوة، بل تمثل استمراراً لسياسة التهدئة التي انتهجها أوباما وبايدن في الشرق الأوسط. من يعتقد أن للولايات المتحدة مصالح معدومة في الشرق الأوسط أو يهون من التهديد الإيراني، لا يجب أن يكون مسؤولاً عن سياسات الشرق الأوسط في البنتاغون”.
وبحسب ادعاءات تم تداولها على منصة “إكس” (Twitter سابقاً)، قيل إن ديمينو أغلق حسابه على المنصة وبدأ بحذف عدد كبير من منشوراته. ورغم عدم التأكد من صحة هذه الادعاءات، فإن حسابه الآن يحتوي على 19 منشوراً فقط.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)