الفجوة تزداد اتساعا: الرواتب في المدن العربية أقل من 10.000 شيكل

كشفت مؤسسة التأمين الوطني في تقرير الأجور الصادر للنصف الأول من عام 2025 عن صورة مركّبة لسوق العمل، تجمع بين نمو اقتصادي ملحوظ واتساع مقلق في الفجوات بين فئات المجتمع المختلفة. وبحسب التقرير، تجاوز متوسط الراتب الشهري في سوق العمل للمرة الأولى حاجز 15 ألف شيكل، ليصل إلى 15,098 شيكل، مسجّلًا ارتفاعًا بنسبة 4.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ورغم هذا الارتفاع، تُظهر المعطيات أن التحسّن لم ينعكس بشكل متساوٍ على جميع العاملين. ووفق ما أورده تقرير واينت، اتسعت الفجوة بين أجور الرجال والنساء لتبلغ 54%، إذ يصل متوسط راتب الرجال إلى 18,441 شيكل شهريًا، مقابل 11,940 شيكل فقط للنساء، ما يعكس استمرار اختلالات بنيوية في سوق العمل.

جغرافيًا، لا تزال الفوارق تتعمّق بين المدن. فقد تصدّرت مدن مركزية مثل هرتسليا ورعنانا قائمة الأجور، بمتوسط رواتب يقترب من 23 ألف شيكل شهريًا، في حين سجلت مدن حريدية وعربية معدلات متدنية تقل عن 10 آلاف شيكل، ما يسلّط الضوء على فجوة اقتصادية حادة داخل الدولة نفسها.

وتُظهر الأرقام أن مدينة موديعين عيليت جاءت في ذيل القائمة بمتوسط راتب بلغ 8,161 شيكل فقط، تلتها رهط بمتوسط 9,548 شيكل، ثم بني براك بـ9,563 شيكل، فيما بلغ متوسط الرواتب في الناصرة 9,924 شيكل. وتشير هذه المعطيات إلى فروقات تقترب من ثلاثة أضعاف بين مدينة وأخرى ضمن سوق عمل واحد.

كما أشار التقرير إلى ظاهرة العمل في أكثر من وظيفة، حيث يعمل نحو 320 ألف موظف، أي ما يعادل 9% من إجمالي العاملين، في وظيفتين أو أكثر. وتبيّن أن هذه الظاهرة أكثر انتشارًا بين النساء، بنسبة 10%، مقارنة بـ7% بين الرجال، في محاولة لتعويض تدني الدخل وارتفاع تكاليف المعيشة.