إسرائيل وحماس .. ماذا “يربح” كل منهما من “صفقة ترمب” ؟

أنس موسى
من قلب البيت الأبيض خلال مؤتمر صحفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تم الإعلان عن بنود ما عُرفت بـ “خطة ترمب” او بكلمات أخرى “تسوية كبرى” بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب المندلعة من السابع من أكتوبر 2023، ووفق محللين فإن الخطة التي تحمل في ثناياها تفاصيل معقدة مبهمة بعض الشيء في حال طُبقت على أرض الواقع فهي من جهة تنسجم مع أهداف اسرائيل وتحقق إنجازات استراتيجية لها، مقابل مكاسب إنسانية وسياسية لحماس التي ستدفع الثمن الباهظ . لكن السؤال المهم، ما هي مكاسب كل طرف في هذه الصفقة.
مكاسب إسرائيل ..”جوائز استراتيجية لأهداف الحرب المعلنة التي لم تنجح في تحقيقها عسكريا على الأرض”:
- إعادة جميع المخطوفين خلال 72 ساعة
- نزع سلاح حماس وتجريد القطاع من الأنفاق والبنية العسكرية تحت إشراف دولي.
- إقصاء حماس والفصائل عن الحكم وعدم إشراكها في أي آلية سياسية مستقبلية.
- إنشاء قوة استقرار دولية (ISF) برعاية أمريكية–عربية، تشارك فيها مصر والأردن.
- سيطرة أمنية مؤقتة على غزة، بدل خيار الاحتلال أو الضم، حتى يُعلن القطاع “خاليًا من الإرهاب”.
مكاسب حماس:
- إطلاق سراح واسع يشمل 250 أسيرًا محكومًا بالمؤبد ونحو 1700 معتقل منذ 7 أكتوبر، بينهم نساء وأطفال.
- تسليم جثامين وفق معادلة 1:15 (مخطوف قتيل مقابل 15 جثمانًا فلسطينيًا).
- عفو عن المسلحين ممن يلقون سلاحهم، مع منحهم خيار الخروج الآمن إلى دول ثالثة.
- مساعدات عاجلة وكبيرة للقطاع تشمل الكهرباء والمياه والمستشفيات، وخطة تنمية اقتصادية بدعم أمريكي وأممي.
- الانتقال إلى حكم تكنوقراطي فلسطيني، يُضعف السلطة الفلسطينية من دون أن يُسجّل لها نصر، ويمنع في الوقت نفسه انهيارًا كاملاً في غزة.
الثمن المتبادل:
الربح الإسرائيلي يعني تنازلات تتمثل بـ : إطلاق مئات الأسرى، التنازل عن السيطرة المباشرة على غزة، والاعتماد على آلية دولية غير مضمونة.
أما حماس، فمطلوب منها التخلي عن سلاحها وهويتها العسكرية، والتحول من حركة مقاومة مسلحة إلى لاعب ثانوي في المشهد السياسي.
الخطة تبدو وكأنها “صفقة الجزرة والعصا”: إسرائيل تحصل على الأمن وإعادة المخطوفين، بينما تنال حماس شيئًا من الشرعية وإنجازات رمزية. لكن يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لمعادلة كهذه أن تصمد أمام واقع إقليمي متفجر، وصراع قائم على هوية ووجود أكثر مما هو على حدود وأرقام؟
والسؤال الآن ، هل تقبل حماس بهذه الخطة ؟ حتى كتابة هذه السطور قالت بأنها ستدرس الخطة بمسؤولية ، كما أن هذه الخطة رغم أنها تحقق إنجازات جوهرية لإسرائيل وتلبي شروطها لكن اليمين المتطرف بقيادة بن غفير وسموتريش حلفاء نتنياهو يبدو أن هذه الخطة لا تنال رضاهم باعتبارها لا تحقق رغباتهم بضمّ غزة وإعادة الاستيطان فيها، فإذا أعلنوا رفضهما لها وقررا الانسحاب من الحكومة فإننا أمام انتخابات مبكرة.
لكن يبقى السطر الأخير ، في حال وافقت حماس على المقترح كما هو، وهو القرار الأصعب في تاريخها الذي سينهي وجودها سياسيا وعسكريا، هل ستلتزم إسرائيل بتطبيق بنود الخطة ؟ لا سيما وأنها في مارس الماضي نقضت اتفاق الهدنة تحت ذرائع مختلفة وعادت للحرب بوحشية أكبر أمام صمت عالمي ووهن عربي. فمن سيضمن الزام إسرائيل بكل هذه التفاصيل ؟.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)



