كيف تفاعل العالم على خطة ترامب لإنهاء الحرب، وما هي مواقف الفلسطينيين والإسرائيليين من الخطة؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة سلام لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، وذلك بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي رحب بالمبادرة وعدها فرصة لتحقيق أهداف إسرائيل الأمنية. وتضمنت الخطة نزع سلاح حركة حماس، إعادة إعمار غزة، وضمان عدم تهجير الفلسطينيين. وقد تباينت المواقف الفلسطينية والعربية والدولية إزاء هذه المبادرة.
الموقف الفلسطيني
رحبت السلطة الفلسطينية بالخطة، ووصفتها بـ”الجهود الصادقة والمخلصة”، مؤكدة استعدادها للعمل مع الولايات المتحدة ودول المنطقة والشركاء الدوليين للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب. وشددت على أن أي تسوية يجب أن تضمن تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، إطلاق الأسرى والمعتقلين، إقامة آليات تحمي الشعب الفلسطيني وتكفل احترام وقف إطلاق النار، وتمنع ضم الأراضي أو تهجير الفلسطينيين. كما طالبت بانسحاب إسرائيلي كامل وتوحيد مؤسسات الحكم الفلسطينية في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وصولا إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام وفق القانون الدولي.
أما حركة حماس، فأعلنت أنها تدرس المقترح الأمريكي “بحسن نية”، فيما رفضت حركة الجهاد الإسلامي الخطة واعتبرتها “وصفة لتفجير المنطقة” ومحاولة لفرض ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه عبر الحرب.
المواقف العربية والإسلامية
أصدر وزراء خارجية مصر، الأردن، السعودية، قطر، الإمارات، تركيا، إندونيسيا، وباكستان بيانا مشتركا رحبوا فيه بجهود ترامب، مؤكدين استعدادهم للعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب عبر اتفاق شامل يضمن عدم تهجير الفلسطينيين، الانسحاب الإسرائيلي الكامل، إعادة إعمار غزة، وإطلاق جميع الأسرى. كما شددوا على ضرورة المضي نحو حل الدولتين ودمج غزة والضفة في دولة فلسطينية واحدة وفق القانون الدولي.
من جانبه، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجهود ترامب لوقف نزيف الدم، مؤكدا التزام أنقرة بدعم أي عملية دبلوماسية تفضي إلى سلام عادل ودائم. أما رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، فاعتبر أن السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضروري لاستقرار المنطقة ونموها الاقتصادي، مثنيا على دور ترامب ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف.
الموقف الإسرائيلي
رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطة، مؤكدا أنها تحقق أهداف إسرائيل بإعادة جميع الرهائن وتفكيك قدرات حماس العسكرية والسياسية وضمان عدم تحول غزة إلى تهديد مجددا، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي “سيبقى في الجزء الأكبر من غزة”، وأضاف: “لم أوافق على إقامة دولة فلسطينية وهذا ليس مكتوبا بالاتفاق”.
في المقابل، أثنى زعيم المعارضة بيني غانتس على المبادرة الأمريكية، معتبرا أنها فرصة لإعادة الأسرى واستبدال حكم حماس بترتيبات جديدة مع دعم دول عربية معتدلة، مشددا على ضرورة استغلال “الفرصة التاريخية”.
أما في اليمين المتطرف، فقد أشار سموتريتش إلى أن الاحتفالات منذ الأمس بالمقترح الأميركي سخيفة وفشل سياسي غض الطرف عن جميع دروس المستفادة من السابع من أكتوبر، سأعقد سلسلة من المشاورات اليوم لنحدد موقفنا من مقترح الرئيس ترمب
المواقف الغربية والدولية
أبدى قادة غربيون بارزون دعمهم للمبادرة. فقد اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الخطة تفتح الطريق نحو سلام دائم قائم على حل الدولتين، ودعا إسرائيل للانخراط فيها بشكل جدي. أما وزير الخارجية الألماني يوهان واديبول، فوصفها بأنها “فرصة فريدة لإنهاء الحرب المروعة”، مطالبا حماس بقبولها فورا.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر دعا جميع الأطراف للتعاون مع الإدارة الأمريكية لإنجاح المبادرة، فيما أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالخطة مؤكدا أن “وقت المعاناة يجب أن ينتهي”، داعيا لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة.
الهند، عبر رئيس وزرائها ناريندرا مودي، رحبت بالمبادرة وعدتها فرصة لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار في المنطقة، بينما رحبت إيطاليا وهولندا بالخطة واعتبرتا أن إسرائيل بقبولها المقترح أظهرت استعدادا للتسوية.
أما رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، فدعا جميع الأطراف إلى اغتنام الفرصة ومنح السلام “فرصة حقيقية”، مؤكدا أن حل الدولتين يبقى السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
بينما رحبت أطراف عربية وغربية عديدة بالخطة الأمريكية باعتبارها فرصة لوقف الحرب وإطلاق مسار سلام جديد، ظلت المواقف الفلسطينية منقسمة بين السلطة التي دعمت المبادرة وحماس التي تدرسها، والجهاد الإسلامي الذي رفضها بشكل قاطع. أما إسرائيل، فرأت فيها خطوة تحقق أهدافها العسكرية والأمنية. ويبقى نجاح الخطة مرهونا بمدى قبول الأطراف الفلسطينية وتوافق القوى الإقليمية والدولية على تنفيذ بنودها.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)



