آخر الأخباراسرائيليةعربية ودولية

صراع نفوذ بين تركيا وإسرائيل على الساحة الإقليمية: غزة ليست سوى الواجهة

في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى رسم ملامح مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، يتكشف صراع خفي لكنه عميق بين القدس وأنقرة على النفوذ في المنطقة، حيث تحاول تركيا تعزيز موقعها الإقليمي لتتحول من “دولة ضامنة بلا نفوذ” إلى قوة فاعلة ذات تأثير سياسي وعسكري وإنساني مباشر في غزة.

وفي مقابلة مع صحيفة معاريف، أوضح الدكتور حاي إيتان كوهين ينروجيك، الباحث البارز في مركز دايان بجامعة تل أبيب، أن أنقرة “تسعى منذ بداية الحرب إلى فرض حضورها الدبلوماسي والإنساني، بل وحتى العسكري، في القطاع”، مشيرًا إلى أن تركيا تحاول “الارتقاء من موقع الدولة الضامنة الشكلي إلى موقع يشبه دورها في قبرص عام 1960”.

تشبيه بقبرص وطموح “الضامن المسلح”

ينروجيك أشار إلى أن النموذج القبرصي ليس صدفة، قائلاً: “في عام 1974، استخدمت تركيا صفتها كدولة ضامنة للتدخل عسكريًا في قبرص، والآن تسعى لتكرار التجربة في غزة، ولكن بضمانات دولية تسمح لها بتدخل فعلي”.

وأضاف أن أنقرة تريد “صفة ضامن لها أنياب”، بعدما حصلت على دور رمزي في غزة، في حين تسعى إسرائيل إلى منع ذلك بكل الوسائل.

النفوذ الإنساني بوابة التمدد التركي

في الجانب الإنساني، حققت تركيا تقدمًا ملموسًا، إذ بدأت منظمات غير حكومية تركية بالعمل داخل القطاع، وهو ما يمنح الرئيس رجب طيب أردوغان مكاسب سياسية وصورة قيادية أمام الرأي العام التركي والعربي.
ويرى الباحث أن أنقرة تحاول سحب البساط من تحت الدور التاريخي لمصر في الملف الفلسطيني، “لتصبح الدولة المركزية التي تتصدر عملية اتخاذ القرار في الشرق الأوسط”.

إسرائيل ترد عبر السيطرة على المعابر

ويرى ينروجيك أن سيطرة إسرائيل على المعابر الحدودية لغزة تمثل العامل الحاسم في كبح الطموحات التركية:

“طالما أن إسرائيل تتحكم في كل المعابر، فإن أي دخول لقوات أو منظمات أجنبية إلى القطاع يتطلب موافقتها، ما يجعل النفوذ التركي مرهونًا بالقرار الإسرائيلي.”

مشروع أوسع من غزة

وبحسب الباحث، تمتد الطموحات التركية إلى ما هو أبعد من غزة، إذ تهدف أنقرة إلى لعب دور “الوصي على الدول الإسلامية السنية في الشرق الأوسط”، انسجامًا مع الأيديولوجيا العثمانية الجديدة التي يتبناها أردوغان.

المفارقة: إسرائيل ساهمت في صعود تركيا

بمفارقة لافتة، يرى ينروجيك أن السياسات الإسرائيلية بعد الحرب على إيران ساهمت في تعزيز موقع تركيا كأقوى دولة مسلمة في المنطقة، بعد تراجع النفوذ الإيراني.

وفي ختام حديثه، حذّر الباحث من الاستهانة بالطموحات التركية، مؤكدًا أن “الدرس الأبرز بعد أحداث 7 أكتوبر هو أن معركة غزة ليست مجرد صراع على شريط ساحلي ضيق، بل على مستقبل النظام الإقليمي بأكمله، حيث تسعى تركيا إلى موقع القيادة، فيما تعمل إسرائيل بكل قوتها لحرمانها من ذلك”.

المصدر: معاريف

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *