العمدة الذي سيعتقل نتنياهو: كيف حول زلزال ممداني “تحدي أيباك” من انتحار سياسي إلى استراتيجية فوز؟

تقرير خاص – موقع رواق
بعد سباق محموم استمر لأشهر في التحضير لانتخابات عمدة نيويورك، شهدت المدينة ما يصفه المحللون بـ “الانقلاب الأيديولوجي” الأوضح في تاريخها السياسي الحديث، حيث مثَّل فوز زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي الصريح إعلانا واضحا بأن “الخط الثالث” الأكثر خطورة في السياسة الأمريكية – وهو نقد إسرائيل – لم يعد مميتا، بل على العكس، أثبت ممداني أنه يمكن أن يكون الوقود الأساسي للفوز.
توعد نتنياهو بالاعتقال.. من هو عمدة نيويورك زهران ممداني؟
لفهم كيف وصلت سياسة نيويورك إلى هذه اللحظة من التحول الجذري، يجب النظر بعمق في الرجل الذي يقف في مركز العاصفة: زهران ممداني. إن مواقفه، التي تبدو “متطرفة” للمؤسسة، هي في الواقع نتاج طبيعي ومباشر لتاريخ شخصي فريد يمتد عبر ثلاث قارات.
ولد زهران ممداني في 18 أكتوبر 1991 في كمبالا، أوغندا، وانتقل مع عائلته إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا في فترة ما بعد الفصل العنصري، قبل أن يستقر أخيرًا في نيويورك وهو في السابعة من عمره، فمنحه هذا المسار العالمي منظورا فريدا حول قضايا العرق، والسلطة، والاستعمار، وهو منظور لا يشاركه فيه معظم السياسيين الأمريكيين.
ممداني هو نتاج بيئة فكرية وسياسية من الطراز الرفيع؛ فهو نجل الأكاديمي البارز محمود ممداني، أستاذ العلوم السياسية المرموق في جامعة كولومبيا والمعروف بتحليلاته النقدية لما بعد الاستعمار، والمخرجة العالمية ميرا ناير، التي كرست أعمالها السينمائية لإعطاء صوت للقصص المهمشة عالميا، وقد تأثر زهران بعمق بفكر والده الأكاديمي وأعمال والدته الإنسانية، وهو ما وجَّه بوصلته السياسية بشكل لا لبس فيه نحو القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تمس الفئات الأكثر تهميشا في المجتمع الأمريكي.
أما عن مواقفه الجريئة تجاه إسرائيل، فلم تكن وليدة اللحظة الانتخابية؛ ففي عام 2021، كان من الأصوات القليلة التي طالبت بوقف تمويل الشرطة المتعاونة مع الجيش الإسرائيلي، كما عُرِفَ دائما بمشاركته في الفعاليات المناصرة لفلسطين، وتصويته ضد القوانين التي تقيد حرية التعبير الداعمة لحركة المقاطعة (BDS). وعندما وصف الحرب على غزة بأنها “إبادة جماعية”، شكَّل ذك استمرارا لمسيرة طويلة من المواقف الواضحة، والتي توجها بتصريحه المزلزل بأنه “على استعداد لاعتقال نتنياهو حين يصل نيويورك تحقيقا للعدالة والقانون الدولي”.
أيباك “حارس البوابة” الإسرائيلية
على مدار عقود، كانت الصيغة الواضحة أن أي مرشح لمنصب رفيع في نيويورك؛ موطن أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل، يجب أن يبدأ حملته بزيارة إسرائيل، أو على الأقل، بتقديم فروض الولاء للمؤسسات التقليدية الداعمة لها، كما كان يُنظر إلى لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) على أنها “حارس البوابة” الذي لا يمكن تجاوزه، وسرعان ما وجد المرشحون الذين تجرأوا على الهمس بانتقادات تجاه إسرائيل، أنفسهم يواجهون حملات إعلانية مدمرة ومنافسين مدعومين بتمويل ضخم.
ولكن ممداني جعل من تحديها ومناهضة نفوذها ركيزة أساسية لبرنامجه، كما أنه تبنى علانية حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، وهو الموقف الذي كان حتى الأمس القريب يعتبر “انتحارا سياسيا” مضمونا، أما مع فوزه فإن هذا يعني أن شريحة كبيرة منهم انتخبته بسبب هذا الموقف، مما يضع المرشحين القادمين أمام سؤال جوهري: هل أصبحت “معاداة أيباك” و “دعم المقاطعة” أمرا طبيعيا، بل ومطلوبا، في استراتيجية الفوز التقدمية الجديدة؟
حين ينقلب السلاح على صاحبه
يكمن التحليل الأعمق لفوز ممداني في فهمه لأزمة النفوذ التي تعيشها جماعات الضغط التقليدية مثل “أيباك”، حيث اعتمدت هذه الجماعات لعقود على استراتيجية “العصا والجزرة”؛ أي مكافأة الحلفاء المخلصين في كلا الحزبين، واستخدام نفوذها المالي والسياسي الهائل لسحق أي معارضة، خاصة في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، فكان الخوف من “غضب أيباك” رادعا فعالا يضمن بقاء الخطاب السائد مؤيدا لإسرائيل دون قيد أو شرط.
لكن ما حدث في سباق نيويورك يمثل “مفارقة الردع”؛ ففي المشهد التقدمي الجديد، أصبح هجوم “أيباك” على مرشح ما بمثابة “وسام شرف”.
وعندما ضخت “أيباك” واللجان السياسية المتحالفة معها ملايين الدولارات في حملات إعلانية تهاجم ممداني وتصفه بـ”المتطرف”، رأى التقدميون فيه تأكيدا على أن ممداني هو المرشح الحقيقي “غير القابل للشراء” والذي يخشاه “المال الكبير”.
لقد نجح ممداني وفريقه في تحويل هجمات “أيباك” إلى وقود لحملة جمع التبرعات الخاصة بهم، وقد تُرجِمَ كل إعلان سلبي ضدهم إلى نداء للناخبين: “إنهم يهاجموننا لأننا نمثلكم، ولأننا لا نخشى قول الحقيقة للسلطة”. هذه الديناميكية الجديدة تعني أن “أيباك” تواجه أزمة وجودية، فكلما زادت من إنفاقها ضد هذا الجيل الجديد من التقدميين، زادت من شعبيتهم ومصداقيتهم لدى قاعدتهم، أي لقد أصبح تحدي “أيباك” علنا أمرا طبيعيا، واستراتيجية تسويق سياسي فعالة للغاية للفوز بأصوات الناخبين الذين سئموا من سياسات المؤسسة.
تطبيع حركة المقاطعة (BDS) في قلب “سيتي هول”
لعل الجانب الأكثر جذرية في انتصار ممداني هو انتقاله الصريح بـ”حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات”، حيث انتقلت حركة (BDS) من كونها حركة احتجاجية في حرم الجامعات وهوامش النشاط السياسي، إلى برنامج عمل معلن لرئيس السلطة التنفيذية في العاصمة المالية والإعلامية للعالم، مما يحمل في طياته تداعيات رمزية هائلة تتجاوز قدرته العملية المحدودة على تنفيذها.
لسنوات، نجحت المؤسسة السياسية والإعلامية في تصوير حركة المقاطعة (BDS) على أنها حركة “متطرفة” أو “معادية للسامية”، ولكن فوز ممداني، وهو أول عمدة يدعمها علنا، يعيد صياغة هذا النقاش بالكامل. إنه “يطبع” هذا الموقف كجزء لا يتجزأ من الأجندة التقدمية الأوسع، تماما مثل “الرعاية الصحية للجميع” أو “الصفقة الخضراء الجديدة”، وهكذا أصبحت المقاطعة موقفا يعلن عنه بفخر من على منصات النصر الانتخابي.
سياسيا، يمنح هذا “التطبيع” شرعية هائلة للحركة عالميا، فعندما يقول عمدة مدينة نيويورك إن المقاطعة هي أداة سلمية مشروعة للضغط من أجل حقوق الإنسان، فإن صدى هذا التصريح يتردد في كل عاصمة عالمية؛ ورغم أن ممداني سيواجه عقبات قانونية هائلة – بما في ذلك قوانين ولاية نيويورك نفسها المناهضة للمقاطعة والتي تمنع الكيانات الحكومية من سحب استثماراتها – فإن مجرد وجوده في المنصب يغير المعادلة، ويغير السؤال الذي لم يعد “هل تجرؤ على دعم المقاطعة؟”، بل أصبح “كيف ستتعامل المؤسسة مع مسؤول تنفيذي كبير يدعم المقاطعة؟”. وهكذا، نقل ممداني المعركة من الدفاع إلى الهجوم.
تفكيك قاعدة الناخبين التي أوصلت ممداني إلى الحكم
كان فوز ممداني نتاج بناء دؤوب لتحالف انتخابي جديد يعكس التغيرات الديموغرافية والأيديولوجية العميقة في قلب الحزب الديمقراطي؛ ولفهم كيف أصبح “تحدي أيباك” أمرًا طبيعيًّا، يجب أن نفهم من هم الناخبون الذين طالبوا بهذا التحدي.
- أولا، الناخبون الشباب (جيل Z وجيل الألفية): هذا الجيل، الذي نشأ في عالم ما بعد 11 سبتمبر، وفي ظل الأزمات المالية، وحركات مثل “حياة السود مهمة” و “الاحتجاجات المناخية”، وأخيرًا حرب غزة ومشاهد القتل والدمار اليومية، والتظاهرات التي عمت أمريكا ومرافقها، لا يرى العالم من خلال عدسات الحرب الباردة أو “التحالفات الاستراتيجية” التقليدية، وبالنسبة لهم، القضية الفلسطينية ليست قضية سياسة خارجية معقدة، بل هي قضية “عدالة اجتماعية” واضحة، وهم يرون الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل بنفس العدسة التي يرون بها الظلم العنصري أو عدم المساواة الاقتصادية في الداخل.
- ثانيا، أصبحت، لأول مرة، الجاليات العربية والإسلامية كتلة انتخابية منظمة وفعالة، ترفض أن تكون مجرد “صوت مضمون” للديمقراطيين، حيث وجدوا في ممداني مرشحا لا يطلب أصواتهم فحسب، بل يعكس قيمهم ومطالبهم بالكرامة والعدالة في السياسة الخارجية.
- ثالثا، هناك عامل حاسم آخر، وهو اليسار اليهودي التقدمي، ففوز ممداني يكسر احتكار “أيباك” للحديث باسم “الصوت اليهودي”، وقد أصبحت منظمات مثل “الصوت اليهودي من أجل السلام” (JVP) و “إذا لم يكن الآن” (IfNotNow) أكثر صخبا وفعالية، مقدمة بديلًا للناخبين اليهود التقدميين الذين يعارضون الاحتلال ولا يشعرون بالتمثيل من قبل المؤسسة التقليدية.
هذا التحالف المتنوع هو الذي خلق “الوضع الطبيعي الجديد”. لقد طلبوا مرشحا يعكس رؤيتهم للعالم، لا يخشى تحدي الوضع الراهن، وكانت مقاطعة “أيباك”، ويا للمفارقة، شرطا أساسيا غير معلن لضمان ولائهم.
كيف تحول “فيتو” ترمب وماسك الفاشل إلى وقود انتخابي؟
واجه ممداني أيضا معارضة شرسة من قطبي “السلطة الجديدة” و”القديمة” في اليمين الأمريكي: دونالد ترامب وإيلون ماسك، حيث وجد الرجلان في ممداني تجسيدا لكل ما يحاربانه: “اشتراكية” مدمرة، وسياسات “ووك” (Woke) معادية للنظام، وتهديدا لـ”القانون والنظام” كما يعرفانه.
خلال الأسابيع الأخيرة من السباق، كثَّف ترمب هجماته عبر منصته “تروث سوشيال”، واصفا ممداني بأنه “شيوعي” سيسلم المدينة إلى “الفوضويين” و “الإرهابيين”، متعهدا بأن “الناخبين الحقيقيين” في نيويورك سيرفضونه، وواصل ذلك صراحةً حتى اضطُرَّ مع فتح صناديق الاقتراع إلى دعم ديمقراطي مثل كومو، وعلى المنوال نفسه، استخدم إيلون ماسك منصة “إكس” (تويتر سابقا) للسخرية من ممداني، كما استخدم ميزات مدفوعة لدعم كومو ومحاولة الحط من ممداني.
ولكن ما كان يُفترض أن يكون “فيتو” ساحقا من قبل اثنين من أقوى رجال العالم، تحول، بشكل مثير للسخرية، إلى “وسام شرف” آخر على صدر حملة ممداني؛ ففي مدينة ذات أغلبية ديمقراطية ساحقة كنيويورك، يُعتبر هجوم ترامب أو ماسك بمثابة “شهادة مصداقية” للمرشح التقدمي، وقد أثبتت هذه الهجمات للناخبين المترددين أن ممداني هو بالفعل المرشح “المناهض للمؤسسة” الذي يخشاه “المليارديرات” و “اليمين المتطرف”.
لقد نجح ممداني في الاستفادة من هذا التدخل الخارجي، محولا السباق من انتخابات محلية إلى استفتاء وطني حول: “هل سيقرر المليارديرات والسياسيون الفاسدون مستقبلنا، أم سنقرره نحن؟”. كان الرد، الذي جاء عبر صناديق الاقتراع، مدويا. لقد فشل “فيتو” ترمب وماسك بشكل ذريع، تماما كما فشل “فيتو” “أيباك”، مما يثبت أن النموذج القديم للسيطرة على الرأي العام لم يعد صالحا في مواجهة “الوضع الطبيعي الجديد”.
حدود ممداني العملية وأفق تأثيره الرمزي
يواجه زهران ممداني، عمدة نيويورك المنتخب، الآن واقعا معقدا، فهناك فجوة بين “الخطاب” الثوري الذي أوصله إلى “سيتي هول” وبين “القيود” القانونية والإدارية التي ستكبل محاولاته لتطبيق هذا الخطاب، وفهم هذه الفجوة ضروري لتقدير حجم الأزمة الحقيقية التي يمثلها فوزه.
عمليا، ستكون يد ممداني مقيدة بشدة؛ أولا وقبل كل شيء، السياسة الخارجية هي اختصاص فيدرالي حصري، ولا يمكن لرئيس بلدية أن يفرض عقوبات أو ينظم التجارة مع دولة أجنبية، وثانيا، وهو الحاجز الأكبر، قوانين ولاية نيويورك المناهضة للمقاطعة (Anti-BDS). هذه القوانين، التي أقرتها حكومة الولاية، تمنع الكيانات الحكومية (بما في ذلك المدينة) من الدخول في عقود أو استثمار أموال التقاعد في أي شركة تشارك في مقاطعة إسرائيل، وأي محاولة من ممداني لسحب الاستثمارات من صناديق التقاعد ستصطدم بدعاوى قضائية فورية تتهمه بخرق قانون الولاية وانتهاك “واجبه الائتماني” لتعظيم العائدات للمتقاعدين، وليس لتحقيق أهداف سياسية.
ولكن الأزمة التي يمثلها ممداني لم تكن حول ما إذا كان سينجح في قطع العلاقات التجارية غدا على الإطلاق، فالأزمة تكمن في سلطة المنبر؛ وكرئيس لبلدية نيويورك، فإن كل كلمة يقولها ممداني تحمل وزنا إعلاميا وسياسيا هائلا، وبالتالي، يمكنه استخدام منصبه: لإجراء جلسات استماع عامة حول استثمارات المدينة، ولإصدار أوامر تنفيذية تطلب “الشفافية” في العقود مع الشركات الأمنية، ولاستخدام كل مؤتمر صحفي لتسليط الضوء على ما يراه انتهاكات لحقوق الإنسان.
بعبارة أخرى، فيما قد يكون “غير قادر” قانونيا على تنفيذ المقاطعة، فهو قادر تماما على جعل النقاش حول المقاطعة، وحول نفوذ “أيباك”، وحول الدعم الأمريكي لإسرائيل، حديثا يوميا على أجندة الأخبار الوطنية؛ وهذا بحد ذاته هو الانتصار الذي كان يسعى إليه، وهو الكابوس الذي كانت تخشاه المؤسسة والذين تدعمهم، وعلى رأسهم ترمب.
تداعيات فوز ممداني على السياسة الوطنية ومعركة 2028
سيكون من الخطأ الفادح النظر إلى فوز زهران ممداني على أنه مجرد حدث محلي يقتصر تأثيره على حدود مدينة نيويورك، فهذا الفوز هو في الواقع “جرس إنذار” مدوٍّ لقيادة الحزب الديمقراطي الوطنية ولأي طامح للرئاسة في 2028، وهو يمثل “إثبات مفهوم” على أن الجناح التقدمي للحزب، الذي تمثله شخصيات مثل أعضاء “الفرقة” في الكونغرس، قادر الآن على الفوز بمناصب تنفيذية كبرى في ساحات انتخابية معقدة.
التداعيات واضحة ومباشرة. أولا، سيشجع هذا الفوز جيلا جديدا من السياسيين التقدميين في جميع أنحاء البلاد على تبني مواقف أكثر جرأة بشأن السياسة الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بإسرائيل وفلسطين، ولم يعد هناك ما يدعو للخوف. ببساطة، لقد أثبت “نموذج ممداني” – الذي يجمع بين العدالة الاجتماعية في الداخل والعدالة في السياسة الخارجية – فعاليته.
والأمر الآخر، سيجبر هذا الفوز قيادة الحزب الديمقراطي على إعادة حساباتها. لم يعد بإمكانهم تجاهل مطالب الجناح التقدمي باعتبارها “أمنيات” غير واقعية. لقد أصبحت هذه المواقف الآن “شروطا” للحصول على دعم هذه الكتلة الانتخابية المتنامية والنشطة، وستصبح النقاشات حول المساعدات العسكرية لإسرائيل، وحماية حرية التعبير فيما يتعلق بحركة المقاطعة (BDS)، ومساءلة إسرائيل، جزءا طبيعيا وإلزاميا من نقاشات الانتخابات التمهيدية الرئاسية القادمة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)



