آخر الأخبارمحلية

ماذا يريد وكلاء التغيير، بقلم: توفيق محمد

بقلم: توفيق محمد

لم تتوقف قوى الباطل المختلفة عن حربها على أمتنا الإسلامية منذ بُعث سيدنا محمد إلى يومنا هذا، وإن تبدلت صورها وأساليبها، لكنها كانت وما تزال، بل هي اليوم في ذروتها، خاصة، وأن قوى الباطل المختلفة تعيش نشوة القوة والانتصار المؤقتة، وتنتشي إلى حدِّ الثمالة بما حققته من انتصار مؤقت.

كانت الحرب العسكرية واحتلال الأراضي أبرز مظاهر تلك الحرب، فطورا تَهزمُ وتنتصر وأطوارا تُهزم وتنتكس، ومرت عهود وأزمان خضع فيها الباطل وأهله، وعاشوا تحت عدل الأمة فلم يُظلموا، ومرت عهود وأزمان ساد فيها الباطل فعم ظلمه البوادي والقفار، وليس أدل على ذلك من واقع الحال المؤقت الذي نحياه الآن.

منذ بدأت الجولة الحالية من الصراع مع الباطل، والتي أصبحت يد الباطل فيها هي الطولى مؤقتا، فمزق دولة الخلافة الإسلامية الى أشلاء ودويلات وأقطار- عدد سكان بعضها بالكاد يؤهلها أن تكون مدينة- وأنشأ لها أعلاما ونشيدا وطنيا، وملوكا ورؤساء، واعتمد هذا الباطل بمختلف مسمياته العرقية والدينية، والتي التقت على أهداف مرحلية أيضا، ولكنها تصب في مصلحة مشروع الباطل الأكبر، وهو السعي لتدمير الدين الإسلامي، اعتمد هذا الباطل أسلوبا جديدا، يسعى من خلاله إلى محاربة الإسلام من داخله، واحتلال أراضيه بأيدي أبنائه دون أن يتسب ذلك للباطل بكلف مادية أو بشرية، ولذلك عندما احتل هذا الباطل بأدواته ومسمياته المختلفة أرض العروبة والعرب، عمل على انتزاع الولاء الديني من شعوب الأرض واستبدله بالولاءات القومية والوطنية واستبدل جنوده البيض بـ “رؤساء وزعماء وملوك” من أهل البلاد مؤهلين لتنفيذ السياسات الغربية الاستعمارية والصهيونية العالمية في الوطن العربي كله، وجاء ذلك بعدما ربَّى هذا الباطل في عواصمه ثلة كبيرة من “المثقفين” العرب، وكلاء الاستعمار، على تبني الثقافة والعادات والسياسات الأوروبية الصليبية كمرجع في شؤون الحياة والحكم حتى يعودوا الى بلادهم منظِّرين وقيادات.

إن أخطر ما يواجه أمتنا اليوم، هو ليس فقط وكلاء الاستعمار من الحكام ومن ذوي الثقافات الجزئية المستوردة، وكلاء الثقافة الغربية، إنما أخطر ما يواجه أمتنا هم الوكلاء المزروعون بين أظهرنا والذين يعملون على تغريب (جعلها غربية) حياة المجتمع وتفتيت نسيجه الاجتماعي الإسلامي العروبي وفي حالتنا نحن الفلسطيني أيضا، ونقل أنماط الحياة الغربية بكل “تجلياتها” وشذوذها الاجتماعي والجنسي وتحولاتها البشرية، وتغيير خلق الله بتغيير الجنس من ذكر إلى أنثى، نقل هذه الأنماط الحياتية إلى مجتمعاتنا المسلمة، الشرقية، العربية، وذلك عبر وكلاء تُغدق وتُصب عليهم الأموال صبا.

يقول الدكتور محمد علي عمر الفرا في كتابه “العروبة إلى أين؟! أمةٌ بلا قيادة” ص 117 :”إن القضاء على العروبة والإسلام لا يتحقق إلا بتفكيك البنية الثقافية العربية الإسلامية وتدميرها بطرق منها تشكيك العربي بعروبته، وتشويه عقيدته، ومحو هويته، وإيجاد هوية أخرى جديدة..”

إن الهوية “هي مجموع السمات الروحية والفكرية والعاطفية الخاصة التي تميز مجتمعاً بعينه، وطرائق الحياة ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات وطرائق الإنتاج الاقتصادي والحقوق، وهي الوعي المتطور للفكر الإنساني والإنجاز الرائع [يوسف مكي- صحيفة الوطن- الرياض، السعوديّة- الأربعاء 30 تموز (يوليو) 2003م ـ عدد 1034)

وقال آخر في تعريفه لمقومات الهوية إن “الهوية الوطنية تقوم على عدة مقوّمات أهمها التراث، والتاريخ، والثقافة، واللغة، والتجارب، وهموم الشعب وطموحاته”

فإذا علمنا أن الغرب وقوى الاستعمار العالمي غربيها وصهيونيها وصناديقها الداعمة تعمل على القضاء على العروبة والإسلام عن طريق تفكيك البنية الثقافية العربية الإسلامية.

وإذا علمنا أن : “الهوية “هي مجموع السمات الروحية والفكرية والعاطفية الخاصة التي تميز مجتمعاً بعينه، وطرائق الحياة ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات”.

وإذا علمنا أن: “الهوية الوطنية تقوم على مقوّمات أهمها التراث، والتاريخ، والثقافة، واللغة، والتجارب، وهموم الشعب وطموحاته”.

إذا علمنا كل ذلك فإننا يجب أن نتساءل أي الأهداف يخدم وكلاء الثقافة الغربية الذين يعملون على تغيير أنماط حياة المجتمع، وإنزال مفاسد نمط الحياة الغربي على مجتمعاتنا المسلمة العربية الشرقية، خاصة ونحن نعلم أن كل قوى الباطل مجتمعة قد اتفقت على تفتيت مجتمعانا المسلمة والعربية من الداخل وتدميرها بطرق منها تشكيك العربي بعروبته، وتشويه عقيدته، ومحو هويته، وإيجاد هوية أخرى جديدة.

فما الحل إذن؟ الحل كما يقول المفكر محمد قطب في كتابه من قضايا الفكر الإسلامي المعاصر ص 149 -150: ” الدين هو الحياة ، بكل مجالاتها ، بكل دقائقها ، بكل مناشطها ، بكل اتجاهاتها ، لا يخرج منها شيء عن نطاق الدين ! إنه ليس فقط تلك اللحظة الروحية التي يناجي فيها الإنسان ربه – وإن كانت تلك اللحظة هي الأساس- ولكنها – وحدها – لا تشكل “الدين” كما أمر به الله هو إذن منهج حياة كامل منزل من عند الله والناس في الأرض يمارسون مناشط شتى : سياسية ، واجتماعية ، واقتصادية ، وأخلاقية ، وفكرية … والدين الرباني معهم في كل منشط ينشطونه ، يقوِّمُ خطاهم ، ويهديهم إلى سبيل الرشاد”.

وعليه فلا بد من التحذير من الغرب وأمواله ووكلائه الذين على مختلف مواقعهم القيادية والاجتماعية، وبرامجهم التي تسعى إلى “إحداث تغيير مجتمعي” هو ليس إلا مسمار يدق فيما يراد له أن يكون نعش الأمة، ولن يكون بإذن الله، لأنها أمة كما اعتاد أنت يذيل الشيخ كمال خطيب مقالاته: “إلى الفرج أقرب، فابشروا”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *