“تأثير رسوم ترامب يضرب تل أبيب”: كيف أثر قرار ترامب بفرض الرسوم الجمركية على اقتصاد تل أبيب؟

امتدّت الهزات التي تشهدها الأسواق العالمية إلى إسرائيل، حيث سجّلت بورصة تل أبيب صباح اليوم تراجعات حادة بلغت نحو 4% مع بداية أسبوع التداول، في أعقاب الانهيار الذي شهدته بورصات وول ستريت نهاية الأسبوع، إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية ثقيلة على شركاء التجارة الرئيسيين للولايات المتحدة.

حتى الساعة، سجّل مؤشر تل أبيب 125 انخفاضًا بنسبة 3.9%، في حين تراجع مؤشر تل أبيب 90 بنسبة 4.5%، وفقد مؤشر تل أبيب 35 نحو 3.7% من قيمته.

أما على صعيد المؤشرات القطاعية، فقد انخفض مؤشر البنوك بنسبة 3.8%، ومؤشر العقارات خسر 2.9%، في حين هوى مؤشر النفط والغاز بنسبة 4.5%.

خسائر بأكثر من 5 تريليونات دولار في وول ستريت
كانت الأسواق الأمريكية قد شهدت أسوأ أسبوع لها منذ أزمة كورونا، حيث تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 9.1% خلال الأسبوع الماضي، بعد أن خسر 6% في تداولات الجمعة و4.8% يوم الخميس.
وبحسب التقديرات، تسببت موجة البيع الحادة في محو نحو 5.4 تريليون دولار من القيمة السوقية للشركات المدرجة في S&P 500.

كما هوى مؤشر داو جونز يوم الجمعة بنسبة 5.5%، فاقدًا 2,231 نقطة في يوم واحد – وهي المرة الأولى في تاريخه التي يفقد فيها أكثر من 1,500 نقطة على مدى يومين متتاليين. أما مؤشر ناسداك، الذي يُعرف بتركيزه على أسهم التكنولوجيا، فقد تراجع بأكثر من 20% منذ ذروته المسجلة في ديسمبر، وهو ما يُعرف بدخول سوق “دببي” – أي تراجع مستمر وعميق في الأسعار.

أسهم الشركات المتضررة
تصدر التراجعات في تل أبيب سهم شركة الرقائق الإلكترونية تاور، الذي هبط بنحو 12%، فيما تراجعت أسهم تيفاع بنحو 6.3% – رغم أن الأدوية لم تُدرج ضمن الرسوم الجديدة التي فرضها ترمب.

قطاع البنوك كان أيضًا ضمن المتأثرين: فقد تراجع بنك هبوعليم وبنك لئومي بنسبة تقارب 4.7%، في حين خسر بنك مزراحي طفاحوت نحو 2.7%.

خبير: التأثير خارجي وليس نتيجة أزمة داخلية
وفي تعليقه على الوضع، قال ينيف فاغوت، نائب المدير العام للتداول في بورصة تل أبيب: “البورصة الإسرائيلية تتفاعل مع حدث خارجي، على عكس الأزمات الداخلية التي اعتدناها في السنوات الماضية”.

وأضاف: “الأثر يظهر بوضوح من خلال الأسهم المزدوجة وانخفاض شهية المخاطرة. من يعتقد أن ما يجري هو بداية أزمة عالمية مستمرة، سيعيد النظر في تركيبة محفظته الاستثمارية”.

وتابع فاغوت: “من المهم أن نُدرك أن هذه قرارات من الرئيس ترمب، وقد يُغيّر موقفه بسرعة – خصوصًا في هذا العصر الذي قد تؤدي فيه تغريدة واحدة من زعيم إلى تحويل مسار الأسواق. إذا تطورت الأمور إلى حرب تجارية شاملة، فسنشهد مزيدًا من ردود الفعل، لا سيما من الجانب الأوروبي”.

وختم بالقول: “على المدى القصير، قد نشهد ارتفاعًا في الأسعار، صعوبة في خفض أسعار الفائدة، وضغوطًا سياسية لمواصلة تقديم الحوافز الاقتصادية”.

المصدر: القناة 12 الإسرائيلية