سنابل الخير
آخر الأخباراسرائيليةعربية ودولية

فضيحة عالمية؟ كيف تفاعلت وسائل الإعلام العالمية على “تذبذب” رواية الجيش الإسرائيلي حول مقتل المسعفين في غزة؟

حادثة مقتل طاقم المسعفين في رفح، والتي أكدت الأمم المتحدة أنهم قُتلوا في هجوم شنّه الجيش الإسرائيلي ودُفنوا في قبر جماعي، تحظى بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الدولية. في قلب هذه التغطية يبرز التغيّر في رواية الجيش الإسرائيلي، عقب نشر صحيفة نيويورك تايمز لفيديو يناقض روايته الأولية. وبسبب التناقض، أُعيد فتح التحقيق الداخلي في الحادثة. ومن المتوقع أن يعرض اليوم (الأحد) قائد المنطقة الجنوبية الجديد، الجنرال يانيف عسور، نتائج أولية لرئيس الأركان هرتسي هليفي.

نيويورك تايمز: رواية الجيش الرسمية انهارت بعد الفيديو
أشارت نيويورك تايمز إلى أن قرار الجيش الإسرائيلي بفتح تحقيق شامل جاء بعد يوم واحد من نشر الفيديو على موقع الصحيفة، والذي صوّره أحد أفراد طاقم الإسعاف الـ15، وشكّك بشكل مباشر في الرواية الإسرائيلية.

وأوضح ضابط في الجيش، تحدّث لوسائل الإعلام تحت شرط عدم كشف اسمه، أن قوات مشاة كانت متمركزة في كمين شمال رفح قتلت في الساعة الرابعة صباحًا عنصرَين من قافلة تمّ تصنيفها كـ”أفراد أمن تابعين لحماس”، واعتقلت شخصًا ثالثًا.

وبعد ساعتين، وصلت قافلة من سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء إلى نفس الموقع، واعتقد الجنود – حسب الرواية – عن طريق الخطأ أنهم يواجهون مسلحين من حماس، فأطلقوا النار.

لكن الصحيفة الأمريكية أوضحت أن هذا الادعاء تعرّض للطعن بعد ظهور الفيديو، الذي أظهر بوضوح أن سيارات الإسعاف كانت تحمل شعارات واضحة وتشغّل أضواء الطوارئ أثناء إطلاق النار – عكس ما زعمه الجيش سابقًا من أن المركبات بدت “مشبوهة”.

سي إن إن: “الفيديو يثير شكوكًا حول رواية الجيش الإسرائيلي”
تحت عنوان: “الفيديو الذي يوثّق اللحظات الأخيرة لمسعفي غزة يشكك في رواية إسرائيل حول مقتلهم”, أبرزت CNN تسجيل المسعف رِفعت رضوان، والذي ظهر فيه وهو يردد الشهادة ويطلب المغفرة، مدركًا أنه يواجه الموت. وقال في إحدى اللقطات: “سامحيني يا أمي، هذه هي الطريق التي اخترتها – أن أساعد الناس”. كما سُمعت أصوات أشخاص يتحدثون بالعبرية من خلفية القافلة.

العنوان الرئيسي على شبكة CNN “لم يقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن أي دليل على ادعائه”

ووفقًا للشبكة، يتضمن التحقيق العسكري موادًا من تصوير جوي لم يُنشر علنًا. وقال مصدر عسكري إسرائيلي لـCNN إن الفيديو الذي نشرته نيويورك تايمز يناقض مزاعم الجنود بأن أضواء الطوارئ لم تكن مشغّلة. وأضافت الشبكة أن الجيش لم يقدّم بعد أي دليل يثبت أن 9 من أصل 15 مسعفًا قتلوا في الهجوم كانوا “مسلحين”.

كما حصلت CNN على أسماء 14 من القتلى من الهلال الأحمر، ولم يكن من بينهم اسم محمد شوباشي، الذي قال الجيش في بيانه الأول إنه قُتل إلى جانب ثمانية “مسلحين” آخرين. أما المسعف الخامس عشر، الذي عمل لدى الأونروا، فلم يُكشف عن اسمه “احترامًا لعائلته”، ولكنه أيضًا لا يتطابق مع الأسماء الواردة في الرواية الإسرائيلية.

وبشأن دفن الجثامين، قال مصدر عسكري إسرائيلي لـCNN إن الجيش دفن الجثث “لأنه توقّع أن تنسيق نقلها مع الهلال الأحمر والأمم المتحدة سيستغرق وقتًا”. لكن التقرير تساءل: “لماذا دُفنت أيضًا مركبات الطوارئ؟”.
واستشهدت القناة بصور أقمار صناعية التُقطت في 23 و25 مارس، نُشرت عبر الجزيرة، تُظهر مركبات عسكرية إسرائيلية تحيط بسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر.

بي بي سي: “إسرائيل تقر بأخطاء في مقتل المسعفين”
تحت عنوان “إسرائيل تعترف بأخطاء في مقتل مسعفين في غزة”, أشارت BBC إلى أن الفيديو الذي نشره نيويورك تايمز بيّن أن سيارات الإسعاف كانت تحمل أضواء طوارئ نشطة أثناء توجهها لمساعدة الجرحى.
وأورد التقرير أن “الجيش الإسرائيلي زعم أن ستة من القتلى على الأقل مرتبطون بحماس، لكنه لم يقدّم أي دليل، واعترف بأنهم لم يكونوا مسلحين عند استهدافهم”.

“اسرائيل تعترف بأخطائها في قتل المسعفين” العنوان الرئيسي على بي بي سي

وأضاف التقرير أن الفيديو، الذي تمّ استخراجه من هاتف أحد المسعفين الذين لقوا حتفهم، أظهر إطلاق نار مفاجئ وقع قبيل شروق الشمس.

ووفقًا لـBBC، قال الجيش إن الجنود دفنوا الجثث في اليوم التالي “لحمايتها من الحيوانات المفترسة”، لكنها لم تُكشف حتى مضي أسبوع. عندها، عثر فريق دولي على الهاتف الذي يحوي التسجيلات.
المنظمات الدولية، وعلى رأسها الهلال الأحمر، دعت الآن إلى تحقيق مستقل في الحادثة.

أسوشيتد برس: شهادة حية تناقض الرواية الإسرائيلية بالكامل
أما وكالة أسوشيتد برس (AP) فقد نشرت تقريرًا تحت عنوان: “فيديو الهاتف يناقض رواية إسرائيل بشأن مقتل 15 مسعفًا فلسطينيًا”.

وأشار التقرير إلى تغيّر الرواية الإسرائيلية: فبينما زعمت في البداية أن المركبات كانت “تسير بشكل مشبوه” دون تشغيل أضواء الطوارئ، فإن الفيديو أظهر العكس تمامًا.

الخبر في وكالة اسوشيتد برس: قال أحد المسعفين الناجين من الحادث: “ضغط جندي بفوهة بندقيته على رقبتي”.

وأكدت الوكالة أن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة وزّع الفيديو على مجلس الأمن.

وصرّح مسعف نجا من الهجوم، يُدعى منذر عبد، لـAP بأن الفيديو يعكس الحقيقة الكاملة. وقال إنه شاهد زميله، أسعد النساسرة، الذي لا يزال مفقودًا، وهو يُقتاد معصوب العينين على يد جنود إسرائيليين.

وروت الوكالة شهادة عبد، الذي يعمل في الهلال الأحمر منذ 10 سنوات: “أثناء إطلاق النار، سقطت على الأرض. الجنود، وكانوا مزوّدين بنظارات للرؤية الليلية، سحبوني من سيارة الإسعاف، جرّدوني من ملابسي، وانهالوا عليّ بالضرب”.

وتابع عبد: “حقّقوا معي بشأن تدريبي وعدد من كانوا في السيارة، وأحدهم ضغط فوهة بندقيته على عنقي، وآخر ضغط نصل سكين على راحة يدي، وكاد أن يقطعها، قبل أن يتدخل جندي ثالث ويبعدهما، ويقول لي إنهم ‘مجانين'”.
وأضاف أنه شهد لاحقًا هجومًا جديدًا على سيارات طوارئ أخرى وصلت إلى المكان.

ونقلت الوكالة أن إسرائيل تتهم حماس باستخدام سيارات الإسعاف والمستشفيات والبنى التحتية المدنية لإخفاء المقاتلين، وتعتبر ذلك “مبررًا للهجمات”. لكنها أشارت أيضًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 150 من أفراد فرق الطوارئ، حسب الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أكثر من ألف من العاملين في القطاع الطبي – ومع ذلك، نادراً ما يفتح الجيش الإسرائيلي تحقيقات في مثل هذه الحوادث، بحسب التقرير.

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *