سنابل الخير
آخر الأخباراسرائيليةعربية ودولية

معاريف: الغرب يركع أمام الشرع – ولهذا السبب يجب على إسرائيل أن تتدخل

أجرت صحيفة معاريف مقابلة مع العقيد (احتياط) الدكتور موشيه ألعاد، المستشرق والمحاضر في الكلية الأكاديمية “الجليل الغربي”، والذي شغل في السابق منصب الحاكم العسكري الإسرائيلي في جنين وبيت لحم وصور، كما ترأس التنسيق الأمني مع الفلسطينيين. في حديثه، حذر ألعاد بشدة من تنامي الشرعية التي يحظى بها أحمد الشرع، المعروف بلقبه “أبو محمد الجولاني”، زعيم تنظيم “هيئة تحرير الشام” في شمال سوريا، وأحد القيادات البارزة سابقًا في تنظيمي القاعدة وداعش.

يتساءل ألعاد: “ما القاسم المشترك بين باربرا ليف، نائبة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وآنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية، وجان-نوال بورو وزير الخارجية الفرنسي، وأنتونيو تاجاني وزير الخارجية الإيطالي، وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي؟”. ويجيب: “جميع هؤلاء المسؤولين الرفيعين زاروا منذ ديسمبر الماضي أحمد الشرع (الجولاني) في دمشق، وخرجوا بانطباعات مشجعة. رغم أنهم لم يصرحوا بذلك صراحة، إلا أنهم أبدوا ثقتهم برجل القاعدة وداعش السابق، الذي وعد بالتحول إلى رجل سلام وقيادة سوريا نحو الانضمام إلى المجتمع الدولي. وذهبت باربرا ليف أبعد من ذلك، إذ قررت خلال زيارتها إزالة الجائزة المالية البالغة 10 ملايين دولار التي كانت مرصودة لرأس الجولاني، وشددت على أهمية وجود حكومة سورية ‘تحترم حقوق الأقليات’.”

غير أن ألعاد يرفض بشكل قاطع هذا التوجه، قائلاً: “مدى احترام نظام الجولاني للأقليات ظهر جليًا في المجزرة التي نفذها جلادوه في مارس من هذا العام بحق أبناء الطائفة العلوية. فقد حرص الجولاني على جلب أكثر عناصره وحشية من مختلف أنحاء سوريا، ليقوموا بقتل 1200 علوي في منطقة اللاذقية. وبصفته ‘خبيرًا’، أراد أن تكون المجزرة الافتتاحية صادمة. وبينما لم تهدأ بعد الاحتجاجات ضد هذا القائد الذي خلع زيه الإرهابي وارتدى بدلة أوروبية، بدأت تصل أخبار عن مجزرة جديدة بحق أقلية أخرى – هذه المرة ضد الدروز، الذين يدّعي نظامه احترام حقوقهم. هذا كافٍ لنا نحن الإسرائيليين”.

ولا يتوانى ألعاد عن توجيه انتقاد لاذع للغرب قائلاً: “كفى للسذاجة الغربية. أحمد الشرع، الذي وعد الأوروبيين بتبني نماذج الحكم الغربية، لن يستطيع – كما يقول المثل – تغيير جلده الجهادي، وسيجد صعوبة في التخلص من بقع الإرهاب التي تلطخه. في سوريا التي يبلغ عدد سكانها 22 مليونًا، من المرجح أن يتمتع المسلمون السنة – الذين يشكلون 74% – وحدهم بحقوق المواطنة والحماية من القتل. وبعد مجزرتين جماعيتين، بدأ الناس يتساءلون: من ستكون الأقلية التالية التي ‘سيحترم حقوقها’ الجولاني؟ هل الأرمن الذين يشكلون 2%؟ أم الشيعة (3%)؟ أم الأكراد (7%)؟ أم المسيحيون الذين يمثلون 10%؟”.

وأشار ألعاد إلى أن الجولاني كان قد عبّر عن نواياه منذ عام 2021، في مقابلة نادرة مع المخرج الأميركي مارتن سميث عبر موقع Frontline، حيث قال حينها: “لا يوجد ما تخشاه أميركا أو أوروبا”. ويعلق ألعاد: “يتضح اليوم أن هذه لم تكن زلة لسان لقائد مبتدئ، بل تصريح محسوب ومقصود. ولهذا، فإن كل من لا ينتمي إلى أميركا أو أوروبا – وهما الجهتان اللتان يخشاهما حاليًا ويأمل بالحصول منهما على دعم مالي ومعنوي – عليه أن يقلق”.

وأضاف ألعاد أن للجولاني شركاء استراتيجيين داعمين: “من يدعم الجولاني اليوم هما تركيا، التي تزوده بالسلاح وتدرب جيشه الذي يعاد تنظيمه، وقطر، التي تموّل إدارته”.

وماذا عن دور إسرائيل؟
يجيب ألعاد: “إلى جانب أعين وآذان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ينبغي على إسرائيل أن تقنع دول العالم بأن الجولاني ليس سوى ذئب بثياب حمل. الخضوع للسذاجة الغربية أمام هذا الجهادي المتنكر سيكون كارثة لأجيال”.

المصدر: معاريف

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *