طلاب عرب الـ٤٨ يوجهون رسالة إلى جامعة النجاح في نابلس: لن نخاطر بشهادة وفاتنا من أجل شهادة جامعية

تحية طيبة وبعد،
نحن مجموعة من طلاب الداخل الفلسطيني (عرب الـ48) الدارسين في جامعة النجاح الوطنية، نكتب إليكم هذه الرسالة المفتوحة، راجين إيصال صوتنا إلى كل من يملك القدرة على التأثير، والاهتمام، والتفهم.
نعيش هذه الأيام ظروفًا أمنية صعبة وخطرة داخل مناطق الـ48، في ظل إعلان حالة الطوارئ، ومنع التجول، والتهديد المباشر لمن يخرج من منزله. واقعنا تجاوز حدود المعاناة اليومية، وأصبح يمسّ حقّنا الأساسي في الأمان، وفي التعليم، وفي الكرامة.
ورغم كل ذلك، نجد أنفسنا مطالبين بالحضور الجسدي إلى الجامعة لأداء الامتحانات، وكأن شيئًا لم يكن، وكأن الخطر ليس جزءًا من يومياتنا. من هنا، نرفق إليكم رسالتنا التالية التي نوجهها إلى إدارة جامعة النجاح الوطنية، باسم طلاب عرب الـ48، على أمل أن تجد آذانًا صاغية وقلوبًا مسؤولة:
⸻
رسالة مفتوحة إلى إدارة جامعة النجاح – باسم طلاب عرب الـ48
نحن طلاب عرب الـ48 نرفع صوتنا اليوم ليس بدافع الشكوى، بل من منطلق إنساني وأخلاقي نابع من واقع نعيشه يوميًا، واقع مليء بالعقبات التي تتجاوز حدود التعليم لتلامس خطر الحياة نفسها.
في كل مرة يُغلق فيها حاجز، أو تُقطع فيها طريق، أو يُحتجز فيها طالب عند بوابة عبور، نُدفع إلى الشعور بأننا نخوض “معركة” من أجل الوصول إلى مقاعد الدراسة. معركة لا تشبه أي تجربة جامعية، بل تجربة استنزاف نفسي وجسدي واجتماعي.
ومع إعلان الدولة حالة الطوارئ رسميًا حتى 30/6، وفرض منع الخروج من المنازل، والتهديد بالعقوبة لكل من يخالف، أصبح تنقّلنا مستحيلًا وخطرًا على حياتنا. فكيف يُمكن لجامعة تُقدّر طلابها أن تُلزمهم بالتواجد الجسدي رغم هذه الظروف الاستثنائية؟
إنّ الصواريخ التي تتطاير فوق رؤوسنا ليست لعبة، والشظايا نراها بأعيننا في مختلف مناطق الداخل. نحن لا نصوّر معاناتنا – ليس لأنّها غير موجودة – بل لأنّ التصوير ممنوع رسميًا لأسباب أمنية. ولكن غياب الصور لا يعني أننا نعيش بأمان. نحن تحت خطر حقيقي ومباشر، لا يُستهان به.
إن كان طالب الضفة قادرًا على التقديم في قاعة الامتحان، فنحن نحترم ذلك، لكن هذه ليست مشكلتنا كمجتمع الداخل الفلسطيني. لا يُمكن أن يُقاس وضعنا بوضع غيرنا، ولا يُمكن أن تُفرض علينا قرارات وكأننا نعيش نفس الظروف.
من غير المنطقي ولا المقبول عقد امتحانات وجاهية في هذا الوضع، خصوصًا أن التعليم الإلكتروني ما زال قائمًا، وشهاداتنا ستكون معترفًا بها، تمامًا كما تعترف بها الجامعات الإسرائيلية، وكذلك الجامعات الفلسطينية المتعاقدة مثل جامعة أبو ديس وجامعة بيرزيت.
نحن لسنا أغبياء حين نقول إنكم “تهددون بعدم الاعتراف بالشهادة”، فاعترافكم لا يختصر اعتراف العالم. ومن أجل شهادة جامعية، لن نخاطر بشهادة وفاتنا!
نحن لا نطلب معاملة خاصة، لكننا نطلب اعترافًا بحقيقتنا:
لسنا أرقامًا في قوائم التسجيل، ولسنا مجرد مصادر دخل جامعي.
نحن بشر، وطلاب، وطاقات، نحمل معنا همّ العلم، كما نحمل معنا هويتنا ومعاناتنا اليومية.
نرجو من إدارة الجامعة أن تُدرك أن حياة الطالب أهم من أي امتحان، وأغلى من أي قسط جامعي.
نرجو ألا يُختزل الطالب في “دفعته” أو في حضوره داخل القاعة.
نرجو أن يُؤخذ وضعنا بعين الاعتبار في كل قرار يخص الحضور، أو الامتحانات، أو الغيابات، خاصة في ظروف الإغلاق والخطر.
إنّ ما نمر به يتطلب التفهم، لا التغاضي، ويتطلب المرونة، لا الصرامة، ويتطلب شراكة حقيقية بين الطالب وإدارته.
نكتب باسم طلاب الداخل الفلسطيني – عرب الـ48 – لنقول:
لسنا خارج المعادلة، ولسنا مطالبين بأن نخوض هذه المعركة وحدنا.
نطالب بامتحانات إلكترونية بنفس مستوى الامتحانات الوجاهية.
مع فائق الاحترام،
طلاب عرب الـ48 – جامعة النجاح الوطنية
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)