سنابل الخير
آخر الأخبارمحلية

رئيس بلدية اللد يعلن الحرب على صوت الأذان

هكذا يصف سكان مدينة اللد ما يسمونه “إرهاب المؤذّن”، في إشارة إلى الأذان الذي يُبثّ من مكبرات الصوت في المساجد، وخصوصاً خلال ساعات الليل المتأخرة، والذي – حسب قولهم – يحرمهم من النوم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم، في ظل ما يصفونه بتقاعس الشرطة والبلدية عن اتخاذ إجراءات صارمة رغم خرق القانون.

في مساء أمس، تجمّع عشرات السكان أمام منزل رئيس البلدية، يائير رفيفو، وشغّلوا عبر مكبرات الصوت تسجيلات للأذان، تعبيراً عن انزعاجهم، ولكنهم فوجئوا بتلقيهم تحذيراً من الشرطة مفاده أن احتجاجهم غير قانوني.

وقال بعض السكان: “هذا الإرهاب لا يتركنا بحالنا. يومياً، من حوالي الساعة 20:45 وحتى 21:15، تبدأ الضوضاء التي لا تُحتمل، وتستمر حتى ساعات الفجر، مع أذان بصوت مرتفع جداً”.

إحدى السكان، تُدعى “أ” من حي إلياشيف في اللد، قالت: “أُصيبت زوجتي بطلق ناري قُبالة منزلنا الأسبوع الماضي، ولحسن الحظ لم تُصب إحدى رصاصات القاتل أطفالنا، الذين يستيقظون ليلاً وهم يعانون من تبول لا إرادي واضطرابات نفسية”. وأضافت: “لن نتوقف حتى تفرض الدولة النظام في المدينة، والبلدية هي الجهة الأولى التي يجب أن تبدأ بالمعالجة. من المدهش كم عدد عناصر الشرطة الذين أرسلوا إلى احتجاجنا الصغير، بينما لا نراهم في الشوارع عند الحاجة”.

وقالت إحدى المشاركات في الاحتجاج لصحيفة معاريف: “انضم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى إحدى مجموعات السكان وأرسل رسائل صوتية يؤكد فيها أنه على علم بالموضوع، لكن لا شيء تغيّر. بل إن الوضع يزداد سوءاً. قبل عدة أشهر، أُضيف مكبر صوت لا يتبع أي مسجد محدد، وأحدث إزعاجاً كبيراً حتى تمت إزالته بعد شهرين من الاحتجاجات”.

 

وأضافت: “لم نعد نستطيع السكوت، فخرجنا الليلة أمام منزل رئيس البلدية لنطالب على الأقل بتشديد الرقابة من البلدية، بينما تلقي الجهات الرسمية بالمسؤولية على الشرطة التي يبدو أنها تتخوف من التصعيد. وبدلاً من معالجة مصدر الإزعاج، تلقى بعض المحتجين رسائل من الشرطة تُحذرهم من أن احتجاجهم مخالف للقانون، وتطالبهم بإخلاء المكان”.

وتابعت: “لدينا رأي قانوني واضح يسمح لنا بالتظاهر. ومع ذلك، عندما نشرت إحدى السكان منشوراً حول الأمر، اتصل بها رئيس البلدية وأبلغها أن جهاز الشاباك طلب منه أن يطالبها بإزالة المنشور. لا أفهم لماذا يتم تطبيق القانون ضدنا نحن المتضررين، وليس ضد من يسبب الأذى. يبدو أن هناك خوفاً منهم، وهذا ما يُنقل إلينا بشكل غير مباشر. حتى وزارة الأمن القومي تماطل وتقول إن الأمر سيستغرق وقتاً دون اتخاذ أي إجراء فعلي”.

من جانبه، نشر رئيس بلدية اللد، يائير رفيفو، منشوراً علّق فيه على الاحتجاج أمام منزله قائلاً: “الليلة أقيمت مظاهرة ’الأذان‘ أمام بيتي. السكان سئموا – وبحق – من الاستيقاظ كل صباح الساعة الرابعة، في وقت ترفض فيه الشرطة التعامل مع الأمر بحجج مختلفة. من السخيف أن الشرطة لم تستجب الليلة لشكاوى جيراني حول خرق قانون الضوضاء”.

ووجّه رفيفو انتقاداً لاذعاً للشرطة قائلاً: “السلطة تُقاس بقدرتها على فرض النظام، حتى في الأمور الأساسية كضمان الهدوء. أنتم لا تنجحون في القضاء على الجريمة في المجتمع العربي، لكن بإمكانكم بالتأكيد ضمان السكينة التي يطالب بها السكان”.

واختتم بالقول: “وللسكان المسلمين أقول: زرت عدة دول عربية، ولم أسمع الأذان بمكبرات الصوت فيها، لا حتى في الأراضي الفلسطينية. ما يجري هنا يبدو وكأنه تحدٍّ وليس دعوة للصلاة. نحن المتدينين نستعمل منبهاً على الهاتف، وهذا كافٍ. يمكن الحفاظ على التقاليد دون خرق القانون. حان الوقت لاحترام الآخر، لا أن نكتفي بالمطالبة بذلك”.

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *