منظمات إسرائيلية تحذر: مشروع E1 يكرس الأبارتهايد ويدفن حل الدولتين، وسموتريتش: سنمحو وهم حل الدولتين

في خطوة وُصفت بأنها “مسمار في نعش الدولة الفلسطينية”، صادقت لجنة الاستيطان في الإدارة المدنية الإسرائيلية اليوم (الأربعاء) على المضي قدماً في تنفيذ مشروع البناء في منطقة E1 قرب مستوطنة معاليه أدوميم، والذي يشمل إقامة نحو 3,400 وحدة استيطانية جديدة. كما تمت الموافقة على إقامة مستوطنة جديدة في منطقة جنوب جبل الخليل، تضم 342 وحدة سكنية إضافة إلى مبانٍ عامة وبنية تحتية.
هذا المشروع، الذي يقطع التواصل الجغرافي الفلسطيني بين رام الله وبيت لحم، كان محل انتقادات واسعة على مدى العقود الماضية، حيث وصفت منظمة “سلام الآن” الخطة سابقاً بأنها “ضربة قاضية لفكرة الدولة الفلسطينية”. ورغم أن كل من الولايات المتحدة وأوروبا حالت دون المضي في الخطة خلال العقود الماضية، إلا أن إسرائيل تدفع بها اليوم بوتيرة غير مسبوقة، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن عن المشروع قبل أسبوع في مؤتمر صحفي، اعتبر أن المصادقة على الخطة تمثل رداً عملياً على الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين. وقال: “من يحاول الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيحصل منا على جواب في الميدان، ليس في الوثائق ولا في التصريحات، بل عبر حقائق على الأرض: بيوت، أحياء، طرق وعائلات يهودية تبني حياتها”. وأضاف بعد المصادقة: “هذه خطوة تاريخية تمحو عملياً وهم الدولتين وتكرّس سيطرة الشعب اليهودي على قلب أرض إسرائيل”.
سموتريتش دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى استكمال الخطوة عبر فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية “هنا والآن”، مؤكداً أن الوقت قد حان “لشطب فكرة تقسيم الأرض نهائياً ومنع الأوروبيين من إيجاد أي منصة للاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
يُذكر أن مشروع E1 طُرح لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي، غير أن المعارضة الداخلية والدولية عطّلته مراراً، قبل أن يعيد نتنياهو طرحه عام 2012 ثم عام 2020 قبيل الانتخابات، ليحصل اليوم على الضوء الأخضر الكامل.
من جهته، قال الباحث في جمعية “عير عميم” أفيف ترتسكي إن المصادقة على الخطة “تؤكد أن إسرائيل تتبنى بشكل واعٍ سياسة تهدف إلى دفن إمكانية الدولة الفلسطينية وتكريس نظام فصل عنصري (أبارتهايد)”. وأضاف: “إذا كانت الأسرة الدولية جادة بشأن السلام، فعليها اتخاذ خطوات فورية لوقف تهجير الفلسطينيين من المنطقة ومنع إقامة المستوطنة الجديدة”.
أما منظمة “سلام الآن” فاتهمت سموتريتش و”المجموعة المسيحانية المتطرفة” التي تقود الحكومة بأنهم يستغلون الحرب للمضي في “مشروع استيطاني خطير”. وقالت المنظمة إن إقامة E1 تمثل “محاولة متعمدة لنسف أي أفق لتسوية سياسية ودفع إسرائيل نحو دولة ثنائية القومية قائمة على الأبارتهايد”. وأضافت: “في النهاية، حتى لو أقيمت، ستكون أول من يتم إخلاؤه في أي اتفاق سلام مقبل”. وانتقدت المنظمة تخصيص مليارات الشواقل للاستيطان بدلاً من استثمارها في البنى التحتية والتعليم، مؤكدة أن الحكومة “تخالف الإجماع الدولي الساعي إلى حل الدولتين، وتضر بالمصلحة الوطنية الإسرائيلية نفسها”.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)