متغيرات خطة ترامب… هل تطيح بحكومة نتنياهو؟
كشفت وسائل إعلام عبرية عن ملامح خطة أمريكية من 21 بندًا، أعدّها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في غزة. الوثيقة، التي تسربت بتعديلات تحريرية لحماية مصادرها، تتداول بشكل مشترك بين عدة دول ويتم تحديثها في الوقت الفعلي، ما يجعل بعض تفاصيلها عرضة للتغيير قبل الإعلان الرسمي.
الخطة تتضمن وقف إطلاق النار، إطلاق سراح الرهائن، إفراجًا واسعًا عن الأسرى الفلسطينيين، إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع، والشروع في إعادة إعمار عاجل للبنية التحتية. هذه البنود وحدها كفيلة بإشعال أزمة داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، إذ من الصعب أن يقبل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش مثل هذه التنازلات. بالفعل، سارع بن غفير إلى إعلان رفضه عبر منصة “إكس”، مؤكّدًا أن نتنياهو “لا يملك تفويضًا لإنهاء الحرب دون القضاء الكامل على حماس”.
البرنامج الأميركي يضع نتنياهو أمام معضلة سياسية داخلية حادة: إذا أعلن دعمه للخطة، فإن حكومته قد تنهار بانسحاب شركائه اليمينيين. وإذا رفضها، فإنه سيصطدم مباشرة بالبيت الأبيض. وتزداد حساسية المشهد مع اقتراب الانتخابات، حيث يسعى بن غفير لتعزيز مكانته كزعيم لتيار “الحرب الدائمة”، بينما يواجه سموتريتش أزمة تمثيل في قاعدته الدينية بعد سلسلة إخفاقات.
اللافت في الوثيقة أنها تنص على دخولها حيّز التنفيذ حتى من دون موافقة حماس، عبر تسليم مناطق “خالية من الإرهاب” تدريجيًا لقوات دولية. هذا البند قد يخلق “mini-Gaza” معزولة في الشمال أو الجنوب، لكنه يضمن استمرار الاتفاق دون عرقلة. كما أنها تمنع أي عملية ضمّ أو توسيع استيطاني، وهو ما ينسف وعودًا سابقة لقيادات الليكود وشركائهم حول ضم الضفة أو إقامة مشاريع استيطانية في غزة.
الأهم أن الخطة لا تمنح الجيش الإسرائيلي حرية حركة داخل القطاع بعد الاتفاق، على عكس النموذج اللبناني حيث احتفظت إسرائيل بحق التدخل جنوب الليطاني. في غزة، سيكون الاعتماد على الوسائل الاستخبارية والرقابة غير العلنية فقط.
من منظور سياسي، تمثل الخطة تراجعًا عن خطوط نتنياهو المعلنة: فهي لا تشترط نزع سلاح حماس قبل التوقيع، وتربط إعادة الإعمار بآليات دولية لا بسيطرة إسرائيلية، كما أنها تتيح للرئيس الفلسطيني محمود عباس أو من يخلفه دورًا في المراحل النهائية. حتى مقترحات الترحيل أو التهجير التي روّج لها بعض أقطاب اليمين الإسرائيلي تتلاشى أمام بند واضح يشجع سكان غزة على البقاء وبناء مستقبلهم في القطاع.
السيناريوهات المحتملة تجعل مستقبل حكومة نتنياهو على المحك: فإذا حاول المضي في اتجاه الضمّ لمجاراة قاعدته الداخلية، فإن دولًا مثل الإمارات قد تتراجع عن اتفاقيات التطبيع، ما يهدد أحد أبرز إنجازاته الدبلوماسية. أما إذا انحاز علنًا لمقترح ترامب، فإن انسحاب حلفائه اليمينيين سيقود على الأرجح إلى سقوط ائتلافه الحكومي.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)



