النسويات، والمؤهلات، المتابعة، والانتخابات

أمجد شبيطة على ذلك، فقد أراد ان يسترضي جمهور الجمعيات النسائية وخاصة أن كثيرا منها يدور في فلك الجبهة، بل وتشكل كثير منها قاعدة انتخابية لها -على الأقل- بل وإدارية في مناشط أخرى لها.
أما المسألة الثانية والتي ذكرها بيان الجمعية أعلاه فقوله “إن الحركة الإسلامية الشمالية كانت الوحيدة التي عارضت حينها إدراج بند الزام تمثيل النساء وهو موقف يعكس عمق الذهنية الأبوية التي ما زالت تتحكم في مؤسساتنا الوطنية حتى اليوم”.
في الواقع فإن الحركة الإسلامية التي يعنيها بيان “جمعية نساء ضد العنف” هي محظورة الآن، ولا يوجد من يرد على الاتهام أعلاه، ولكن أستطيع أن أوكد أنها لم تكن الوحيدة التي عارضت مبدأ “الكوتة” الذي ينادي به بيان الجمعية أعلاه، وأنا أعتقد أن مبدا “الكوتة” يستهين بالمرأة وقدراتها العقلية والذهنية والسياسية، ولذلك يسعى لفرض هذا التمثيل عنوة، لا لقدرات ومواهب إنما لأنوثة المرأة فحسب، وفي هذا تناقض واضح وكبير حتى مع ما تنادي به النسويات من مفاهيم “الجندرية” الممجوجة، والمستقبحة، والهجينة على شعبنا بكل انتماءاته الدينية، فوفق ذاك المفهوم فإن النوع الاجتماعي الذي وُلد عليه المولود- ذكرا كان أو أنثى وفق مفهومهم- هو من يفرض ذاته، فلماذا يردن هنا فرض مفاهيمهن، أو مفاهيم الدافعين على مجتمعنا.
بودي في هذه العجالة أن أنقل بعضا من بحث تحت عنوان: “المقاصد الأخلاقية في الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة” للباحثة المبدعة منة الله خالد علي -قسم أصول الفقه- كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات -جامعة الازهر- القاهرة والذي جاء فيه: “… وفي هذا ما يجعلنا نرى كيف حرص الإسلام على المرأة حرصه على الرجل، في الخطاب والتكليف، في عالمي الغيب والشهادة، دون أن يكون لأي منهما ميزة على الآخر، وهذا يدعو المرأة لتكون عضوا فاعلا، وخليفة معمرا في هذا الكون، لا تركن الى الكسل والجهل، والراحة مع ترك أعباء وواجبات الدنيا والدين بحجة الأنوثة، مما يضمن إنشاء نساء فاعلات في مجتمعاتهن، جهودهن مصروفة للخير والبناء، بدل تبديدها في الدعة والكسل، والفراغ”.
وأنا أضيف بدل تبديدها في المطالبة بضمان أماكنهن في اللجان والمواقع، بل عليهن كما على الرجل شغل أي موقع وفق الكفاءة والقدرة وهي موجودة حقيقة، يعترف بها الجميع ما عدا الجمعيات المعنية والنسويات اللاتي يردن انتزاع الكفاءة والقدرات والمؤهلات من النساء عبر فرضهن لأنهن نساء فقط وليس لأنهن ذوات قدرة وكفاءة.
أما مسائل: “المشهد الذكوري” و ” الذهنية الأبوية” التي ما دمر مجتمعنا سوى غيابها عنه مؤخرا و “العدالة الجندرية” و… فستكون لنا معها وقفات لاحقا.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)



