آخر الأخباراسرائيليةعربية ودولية

ضغوط أميركية وصفقة معلقة: ما هي أبرز الملفات المطروحة على طاولة لقاء نتنياهو – ترامب مساء اليوم؟

قبل ساعات من اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، تكشّفت في فلوريدا ملامح واحدة من أكثر جولات التحضير حساسية في الزيارة السياسية الحالية. ففي فندق Four Seasons Resort Palm Beach، الواقع على بعد دقائق من منتجع مار-آه-لاغو، جرت اجتماعات تمهيدية بعيدًا عن الأضواء، في أجواء بدت عادية لروّاد المكان، لكنها أخفت نقاشات أمنية وسياسية عالية السقف.

حول طاولة صغيرة في بهو الفندق، اجتمع السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، والقائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي غيل رايخ، إلى جانب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء والمرشح لرئاسة الموساد، رومان غوفمان، برفقة عدد من مساعديهم. اللقاء خُصص لما وُصف بـ«التحضير لما قبل التحضير»، أي بلورة الخطوط العريضة والرسائل التي نُقلت لاحقًا إلى نتنياهو نفسه استعدادًا للقاء مع ترامب.

من جهة، المعلومات والتقديرات التي بحوزة فريق ترامب وأجهزة الاستخبارات الأميركية، ومن جهة أخرى، التقييمات السياسية والأمنية التي راكمها نتنياهو من محادثاته مع قادة دوليين ومن تقارير أمنية، شكّلت قاعدة النقاش قبيل اللقاء الحاسم.

وبحسب الجدول المقرر (بتوقيت إسرائيل)، يلتقي نتنياهو في الساعة الخامسة مساءً بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، على أن يعقد اللقاء الرئيسي مع ترامب عند الساعة الثامنة مساءً.

في واشنطن، وداخل فريق ترامب تحديدًا، يسود توجه واضح للدفع نحو الانتقال إلى «المرحلة الثانية» من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ضمن ما يُعرف بـ«خطة النقاط العشرين» التي يقودها الرئيس الأميركي. وقد طالب الأميركيون إسرائيل بتقديم موعد فتح معبر رفح من الجانبين، وهي خطوة كان من المفترض تنفيذها فقط بعد إعادة جثمان الأسير الأخير، ران غوئيلي.

عائلة غوئيلي وصلت إلى فلوريدا، والتقى نتنياهو أفرادها ليلًا في فندقه، في محاولة لتهيئة لقاء مباشر بينهم وبين ترامب، بهدف إبراز الأهمية القصوى لإعادة الأسير الأخير إلى إسرائيل قبل أي تقدم سياسي إضافي. وتؤكد العائلة أن استكمال المرحلة الأولى من الصفقة لم يتحقق بعد طالما بقي ران في غزة، وترى أن أي انتقال إلى مرحلة ثانية يجب أن يُعلّق إلى حين إغلاق هذا الملف نهائيًا.

في المقابل، لا تقتصر المطالب الأميركية على غزة فقط. ففي الأسابيع الماضية طُرحت في واشنطن أفكار لإعلان مجلس سلام، ثم إقامة هيئة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة القطاع، وصولًا إلى تشكيل قوة استقرار دولية. أما في إسرائيل، سياسيًا وأمنيًا، فالموقف السائد هو أن أي تقدم من دون نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها العسكرية سيجعل أي ترتيب مستقبلي هشًا وخطيرًا.

في القدس، يسود انطباع بأن الأميركيين يدركون تعقيدات التاريخ، لكنهم في هذه المرحلة يبحثون عن إنجاز سريع يمكن تسويقه سياسيًا، حتى لو حمل مخاطر بعيدة المدى. وبناءً عليه، يُتوقع أن يتعرض نتنياهو لضغط أميركي مكثف للموافقة على الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

من جانبه، يستعد نتنياهو لوضع الملف الإيراني في صدارة النقاش، ليس فقط من زاوية البرنامج النووي، بل خصوصًا برنامج الصواريخ الباليستية. ووفق تقديرات إسرائيلية، ترى القيادة أن هناك «نافذة فرص» قائمة، في ظل هشاشة منظومات الدفاع الجوي الإيرانية وإمكانية استهداف بنى تحتية حساسة.

إلا أن الرئيس ترامب، في هذه المرحلة، لا يبدو متحمسًا لخيار المواجهة العسكرية. وبحسب مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية، يفضّل ترامب ممارسة ضغط سياسي واقتصادي، بما في ذلك تشديد العقوبات، لإيصال رسالة واضحة إلى طهران، بدل الانخراط في عمل عسكري مباشر.

بالتوازي، يبرز ملف حزب الله. ففي حين ترى واشنطن أن الحكومة اللبنانية تسير في الاتجاه الصحيح، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، ما يعكس فجوة مستمرة في التقديرات بين الجانبين.

ورغم أن محيط ترامب لا يزال يُظهر تعاطفًا واضحًا مع إسرائيل، إلا أن مصادر مطلعة تشير إلى أن الصبر داخل الدائرة القريبة من الرئيس تجاه نتنياهو بدأ ينفد. هذه الملاحظات لا تُقال علنًا، لكنها تتردد بوضوح في الأحاديث الجانبية المغلقة.

ومع تكدّس الملفات على الطاولة – غزة، إيران، حزب الله – يضاف إليها أيضًا العبء الشخصي والسياسي في العلاقة بين الزعيمين، ما يجعل اللقاء المرتقب اختبارًا بالغ الحساسية لمسار العلاقات الإسرائيلية–الأميركية في المرحلة المقبلة.

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *