سنابل الخير
آخر الأخبارفلسطينية

ماذا تعرف عن “وحدة 101 في السلطة الفلسطينية” التي تقوم بعملية مخيم جنين؟

وحدة العمليات الخاصة 101 التابعة للسلطة الفلسطينية تقود حملة واسعة للاعتقالات داخل مخيمات اللاجئين، وتدير المعارك في جنين، التي أصبحت معقلاً للتنظيمات المسلحة التي ينطلق منها المسلحون دون تردد.

تتألف الوحدة من نحو 2000 عنصر شاب يتمتعون بلياقة بدنية عالية ومؤهلات أكاديمية، وقد تلقوا تدريباتهم على أيدي خبراء أمريكيين وكنديين. وُصفت الوحدة بأنها “فخر فلسطيني” نظراً لكونها وحدة نخبة تتميز بالقوة والشجاعة، إلى جانب احترامها وتفهمها لاحتياجات السكان، وفق ما أوضحه مسؤول بارز في السلطة الفلسطينية لموقع واينت.

تعمل الوحدة بالتعاون الوثيق مع جهاز المخابرات الفلسطيني لتحديد مواقع “مخالفي القانون”، لا سيما داخل مخيم جنين. ووفقاً للوائح استخباراتية فلسطينية، فإن نشاطها يستهدف المسلحين الذين يشكلون تهديداً لإسرائيل، إضافة إلى التصدي لعمليات السرقة وتجارة المخدرات والأسلحة. الوحدة تخضع لإشراف قائد قوات الأمن الفلسطينية اللواء نضال أبو دخان، المعروف بذكائه الأمني الرفيع وخبراته المكتسبة من دراساته الأكاديمية والعسكرية في دول متعددة، فضلاً عن قربه من الرئيس محمود عباس. وقد عمل أبو دخان سابقاً كحارس شخصي للرئيس الراحل ياسر عرفات.

ردود الفعل المحلية على حملة جنين
رغم التوقعات بحدوث فوضى واسعة نتيجة لهذه الحملة داخل المخيم، أكد مسؤولون أن محاولات الفصائل المسلحة لإثارة الرأي العام باءت بالفشل مع الحد الأدنى من الأضرار. وقال أحد المسؤولين الأمنيين: “كنا نظن أن السكان سيحمون المخالفين، لكن ذلك لم يحدث. هذا مؤشر على أن الأهالي سئموا من النشاطات غير القانونية ويطالبون بإعادة النظام للمخيمات”.

التقى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى مع قادة الأجهزة الأمنية في منطقة جنين أمس، وأثنى على الحملة، قائلاً: “مخيم جنين وباقي المخيمات رمز لفخرنا الوطني، وهو التزام من الرئيس محمود عباس ومنّا جميعاً. يجب أن يعيش السكان في سلام داخل المخيمات”. وأضاف: “نعمل على استعادة الأمن في كل المناطق، والنتيجة ستكون إيجابية للجميع من خلال تحقيق الأمن والتنمية لشعبنا في طريقنا نحو إقامة الدولة المستقلة”.

الحملة وتأثيراتها الإقليمية
أمس، تمكنت القوات الفلسطينية من السيطرة على الوضع في المخيمات، رغم محاولات عرقلة عمليات الوحدة في عدة نقاط بالضفة الغربية. لم تُسجّل اضطرابات كبيرة. الجدير بالذكر أن اسم الوحدة الفلسطينية 101 يشابه اسم وحدة إسرائيلية أنشأها أرئيل شارون عام 1953 لتنفيذ عمليات انتقامية ضد تسللات مسلحة من الأردن وقطاع غزة.

في الجيش الإسرائيلي، لوحظت زيادة كبيرة في نشاط السلطة الفلسطينية ضد الجماعات المسلحة في شمال الضفة، وهي المرة الأولى منذ بداية الحرب، وسط مخاوف من تأثير سقوط النظام في سوريا على المنطقة. الحملة، التي أطلقت عليها السلطة اسم “حماية الوطن”، دخلت يومها السابع أمس وشملت تطويق مخيم جنين والاقتحام التدريجي لمخيمات أخرى، مثل طولكرم.

صرّح مصدر أمني فلسطيني لموقع ynet: “هذه الحملة مشابهة لعملية كبرى لدى الجيش الإسرائيلي، وهي الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة. الدافع المباشر كان سرقة سيارات تابعة للسلطة من قبل مسلحين. جرى استخدام قناصة ومركبات مدرعة مع معلومات استخباراتية دقيقة. لكن، رغم تبادل إطلاق النار العنيف، لا تزال هناك فجوات في تحديد مواقع العبوات الناسفة”.

تحولات سياسية واستراتيجية
تمكنت القوات الفلسطينية من فرض طوق أمني حول مخيم جنين بعد الانتشار في حي جبريات وإقامة غرفة عمليات مشتركة. ورغم الضغوط الإسرائيلية لتبني أسلوب أكثر هجومية، أُعطي الإذن للبدء بالتوغل فجر أمس، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة أفضت إلى السيطرة على المخيم، بما في ذلك مستشفى قريب. حتى الآن، قُتل قائد ميداني للمسلحين وسُجلت إصابات من الجانبين، دون اعتقالات بارزة.

أوضح مصدر أمني إسرائيلي أن السلطة الفلسطينية استلهمت مما جرى في سوريا، حيث تمكنت مجموعات مسلحة من السيطرة بسرعة على الحكم. وأضاف: “شاهدوا كيف نجحت مجموعات صغيرة بأسلحة خفيفة في الإطاحة بالنظام، وهذا أثار مخاوفهم من سيناريو مشابه في رام الله”.

في المقابل، تتزايد الدعوات الإسرائيلية لتكثيف العمليات الأمنية وفق “نموذج نابلس”، الذي شهد القضاء على خلايا مسلحة بالتعاون بين الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الفلسطينية. لكن التحديات لا تزال قائمة. قال مسؤول أمني إسرائيلي: “قتل 10 مسلحين في جنين يعني ظهور 10 آخرين فوراً. في الأسبوع الأخير، رُصد أطفال في الثامنة يلقون عبوات ناسفة. ومع ذلك، تمكنت القوات من دخول المستشفى الذي كان ملجأً للمسلحين، في محاولة لتجنب الإساءة إلى مؤسسة طبية فلسطينية”.

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *