
غزة-خاص رواق
لم تحتمل روح الجد الفذ “أبو ضياء”، اختفاء روح حفيدته من حولها، بعدما سرقتها صواريخ الطائرات الإسرائيلية من حضنه، وقال حينها حاضنًا ومودعًا: “ولكم هذه روح الروح”، ليعانقها شهيدًا مرتقيًا اليوم، بعد أشهرٍ من رحيلها.
واستشهد خالد نبهان “أبو ضياء” في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات فجر اليوم الاثنين، ملتحقًا بحفيدته ريم التي استشهدت في نوفمبر من العام المنصرم 2023، في الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.
وعُرف الجد “أبو ضياء” بعبارته التي انتشرت بين الناس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي والغربي “ولكم هذه روح الروح”، في تعبير عن شدة تعلقه بحفيدته، وعدم قدرته على فقدها.
رحيله والأثر
وأشعلت عبارة “روح الروح” مشاعر الحزن والحرقة في قلوب الآلاف من المتضامنين وأصحاب الضمائر في العالم.
واليوم أبت آلة القتل الاسرائيلية إلا أن تقتل الجد، بمجزرة ارتكبتها في المحافظة الوسطى بقطاع غزة، ليؤثر استشهاد نبهان على الجميع مجددًا، مكتملة بذلك قصة الفقد والمأساة في العائلة، سيما وأن ريم كانت قد استشهدت برفقة شقيقها مصطفى.
“الآن التقت الروح بالروح”، يقول جاره محمد نبهان لموقع “رِواق” مختصرًا مشهد رحيل أبو ضياء وحال لسان المشيعين لجثمانه اليوم.
ويضيف “العم أبو ضياء رجل عز في هذا الزمن أن يكون مثله، فما وجدت من أخلاقه ولا طيبته ولا عطفه على الصغار، وما رأينا منه إلا وجهاً بشوشًا ضاحكًا”.
ويصفه بالقول “وكأنه رجل من زمن الصحابة، لهذا كان لرحيله أثرًا كبيرًا علينا جميعاً، أقارب وجيران وحتى الغرباء”.
وعن علاقته بحفيدته ريم، يصفها نبهان “كانت دائمًا ملازمة له، حتى في مشاويره كان يصطحبها، وهي أيضًا كانت متعلقة به وكأنه روحها”.
أحبه الجميع كلٌ بطريقته
أما رامي موسى فقال متأثرًا بقصة العم “أبو ضياء”: “يعلم الله أنني أحببته دون أن أراه أو أعرفه”.
ويكمل “قصته مع حفيدته وصلت للجميع وأوصلت لنا سيرته الطيبة، وهذه كرامات له حيًا وشهيدًا، أن يحزن الناس على رحيله ويؤثر في الجميع”.
واقتبس نشاط بمواقع التواصل الاجتماعي الآية الكريمة “فروح وريحان وجنة نعيم”، بعد تلقيهم نبأ استشهاد نبهان، معبرين بها عن ارتقاء الجد ولحاقه بحفيدته، ومثنيين على أخلاقه وحسن سيرته بين الناس.
كما انبرى فنانو الكاريكاتير للتعبير برياشهم، عن الأثر الذي تركته قصة أبو ضياء وحفيدته، مقارنين بين صورته وهو يحضنها شهيدة وبين صورهما وهما فرحيْن، في إشارة لالتقاء الروح بالروح.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يرتكب الجيش الإسرائيلي حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وإزاء ارتقاء الشهيد تلو الشهيد في العدوان المتواصل، والذي حصد أرواح عوائل بأكملها تم مسحها من السجل المدني، يبقى العالم والمجتمع الدولي واقفًا موقف العاجز أمام مجازر الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل” بغزة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)