تقرير FBI: قفزة مقلقة وآلاف الحوادث المعادية لليهود في الولايات المتحدة

شهدت مدينة ميزوري، ليل الثلاثاء إلى الأربعاء، حادثة تم خلالها إحراق ثلاث سيارات ورشّ عبارات غرافيتي بينها “الموت للجيش الإسرائيلي”، إلى جانب تهديدات موجهة إلى أحد السكان بسبب انتماء أحد أفراد عائلته لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وتحقق الشرطة المحلية بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في الحادث باعتباره جريمة كراهية محتملة.
وبعد ساعات من الحادث، أصدر الـFBI تقريره السنوي لجرائم الكراهية لعام 2024، كاشفًا عن ارتفاع بنسبة 5.8% في عدد الجرائم المرتكبة بدافع واحد ضد اليهود مقارنةً بعام 2023، ليصل إلى 1,938 حادثة، وهو الرقم الأعلى منذ بدء جمع هذه البيانات عام 1991.
وتضمّن التقرير 178 حالة اعتداء جسدي على يهود – أعلى عدد من الاعتداءات الجسدية ضد اليهود خلال عام واحد في التاريخ الأميركي.
رغم أن اليهود يشكّلون نحو 2% فقط من سكان الولايات المتحدة، فقد مثّلوا 16% من جميع جرائم الكراهية، وما يقرب من 70% من الجرائم ذات الدوافع الدينية في عام 2024.
أما رابطة مكافحة التشهير (ADL) فقد وثّقت 9,354 حادثة معاداة للسامية خلال العام، بزيادة 5% عن عام 2023، وهو الرقم الأعلى منذ بدء الرصد عام 1979. وشهدت الاعتداءات الجسدية وحدها ارتفاعًا بنسبة 21%.
وقال رئيس الرابطة، جوناثان غرينبلات: “منذ مجزرة حماس في 7 أكتوبر، لم ينعم يهود أميركا بلحظة واحدة من الهدوء. التقرير الصادر عن الـFBI ينسجم مع ما نراه في الشوارع والمدارس والجامعات وأماكن العمل. الحكومة الأميركية مطالبة باتخاذ خطوات جادة لحماية المواطنين من هذه الموجة المتصاعدة من الكراهية.”
أسباب أعمق من الحرب
يؤكد الباحث في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، باراك سيلع، أن ارتفاع معاداة السامية لا يتعلق فقط بالحرب في غزة. وقال: “هذه الظاهرة تتفاقم منذ عام 2017، وشهدت قفزة في 2022، قبل الحرب.”
وأضاف أن معاداة السامية ظاهرة متجذّرة تظهر بأشكال متغيرة، تتكيّف مع “العدو” الأخلاقي السائد في كل زمن: “في وقت ما كان اليهود متهمين بالشيوعية، ثم بالرأسمالية، واليوم هم متهمون بالعنصرية والاستعمار.”
وأوضح أن “اليمين المتطرف يتهم اليهود بالهيمنة على الإعلام والثروات، كما في نظريات المؤامرة مثل قضية جيفري إبستين، أو ما يسمى بنظرية “الاستبدال الكبير”.
أما اليسار المتشدد، فيعتبر أن إسرائيل تجسّد “العنصرية والاستعمار”، وبالتالي يهاجم اليهود في إطار هذا الخطاب الأخلاقي.
وأشار سيلع إلى أن بعض الأميركيين وحتى بعض اليهود يلومون إسرائيل على تصاعد معاداة السامية، لكنه يعتبر ذلك قراءة تاريخية مغلوطة، مؤكدًا أن قيام إسرائيل كان عاملًا محفّزًا لتعزيز مكانة اليهود الأميركيين منذ عام 1948، وخاصة بعد حرب 1967.
دعوات للتحرك التشريعي
طالبت رابطة مكافحة التشهير الكونغرس بإقرار مشروع القانون الثنائي H.R. 2588، الذي يهدف إلى تحسين آليات التبليغ عن جرائم الكراهية وربطها بالحصول على التمويل الفيدرالي. وقال سيلع: “هذا القانون سيمكننا من بناء قاعدة بيانات دقيقة، والفصل بين الانتقاد المشروع لإسرائيل وخطاب الكراهية المعادي لليهود.”
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)