قرار تفكيك سلاح حزب الله يثير عاصفة في لبنان، وإسرائيل تصدر تعليمات جديدة للسكان

في خطوة مفصلية وغير مسبوقة، وافقت الحكومة اللبنانية بالإجماع مساء الخميس على قرار يقضي بتفكيك سلاح حزب الله بالكامل، وذلك ضمن إطار خطة أمريكية شاملة لإنهاء التوتر جنوب البلاد وضمان وقف دائم لإطلاق النار مع إسرائيل. وقد جرى التصويت على القرار في غياب وزراء “حزب الله” وحركة “أمل”، الذين انسحبوا من الجلسة احتجاجًا، مؤكدين أن أي قرارات تُتخذ في غياب مكوّن أساسي من مكونات الحكومة تُعدّ “فاقدة للشرعية”.

القرار يأتي في ظل مساعٍ أمريكية مكثفة لتحقيق تهدئة طويلة الأمد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث عرض المبعوث الأمريكي الخاص توم باراك خطة تفصيلية من أربع مراحل، تمتد حتى نهاية عام 2025، وتشمل نزع سلاح الحزب تدريجياً مقابل انسحاب إسرائيلي من مواقع في الجنوب، وتقديم دعم اقتصادي دولي لإعادة إعمار لبنان.

تفاصيل الخطة الأمريكية

تقضي المرحلة الأولى من الخطة، والتي يُفترض أن تبدأ خلال 15 يوماً، بأن تصدر الحكومة اللبنانية إعلانًا رسميًا يدعو حزب الله إلى تسليم سلاحه بالكامل حتى موعد أقصاه 31 ديسمبر 2025، مقابل وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية داخل لبنان.

أما المرحلة الثانية، الممتدة على 60 يومًا، فتشمل نشر الجيش اللبناني في المناطق الجنوبية وفق خطة معدّة مسبقًا، إضافة إلى توقيع اتفاق تبادل أسرى برعاية الصليب الأحمر الدولي. في المرحلة الثالثة، والمتوقع أن تنفذ خلال 90 يوماً، ستنسحب إسرائيل من آخر موقعين عسكريين لها في الجنوب، على أن يبدأ في الوقت ذاته تنفيذ خطة دولية لإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة.

وتُختتم الخطة بالمرحلة الرابعة، التي تستغرق 120 يوما، وتشمل تفكيك منظومة الصواريخ الثقيلة والطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله، مع عقد مؤتمر اقتصادي دولي في بيروت، برعاية الولايات المتحدة، لبحث آليات دعم لبنان ماليًا وتنمويًا.

رد حزب الله وتحذيراته

وفي أول رد فعل، رفض حزب الله القرار الحكومي، واعتبره “إملاءً أمريكيًا يخدم المصالح الإسرائيلية بشكل مباشر”. وقال نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، إن الحزب “لن يسلم سلاحه تحت أي ضغوط”، مشددًا على أن “مصلحة لبنان تكمن في الحفاظ على قوة الردع والمقاومة، لا في تفكيكها”.

وأضاف قاسم أن الحكومة “أذعنت لإرادة خارجية دون إجماع وطني حقيقي”، مؤكداً أن الحزب “سيواجه هذه المؤامرة بكل الوسائل السياسية والشعبية الممكنة”، دون أن يوضح طبيعة الرد المتوقع.

قيادة الجبهة الداخلية تصدر تعليمات أمنية مشددة بسبب التوتر الأمني

وفي ظل التصعيد القائم، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تعليمات جديدة لإدارة الحياة اليومية، تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من مساء الخميس 7 أغسطس 2025، عند الساعة 18:00، وحتى مساء الثلاثاء 12 أغسطس 2025، عند الساعة 20:00.

وطالبت التعليمات المواطنين بالتأهب التام ومعرفة كيفية التصرف في حالات الطوارئ لحماية أنفسهم ومن حولهم. وأكدت أنه في حال إطلاق صافرات الإنذار، يجب الدخول فورًا إلى المنطقة الآمنة والبقاء فيها لمدة 10 دقائق.