من 400 شيقل إلى 50 شيقل للكيلو: كيف قلبت المساعدات الإنسانية موازين الأسعار في أسواق غزة؟

تشهد أسواق قطاع غزة تغيرات لافتة في الأسعار، بعد دخول مساعدات إنسانية خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة في شمال القطاع، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إن هذه المساعدات انعكست مباشرة على الأسعار.
ففي منتصف يوليو، بلغ سعر كيلوغرام الطحين 80–100 شيكل، لكنه تراجع الأسبوع الماضي إلى نحو 18 شيكلاً فقط. أما لتر الزيت، الذي وصل سعره في 18 يوليو إلى 90 شيكلاً، فقد انخفض إلى 30 شيكلاً بحلول 30 يوليو. كذلك تراجع سعر كيلوغرام السكر من 300–400 شيكل منتصف يوليو، إلى 50 شيكلاً فقط في 17 أغسطس. وانخفض سعر كيلوغرام الأرز من 120 شيكلاً إلى 30 شيكلاً، والمعكرونة من 100 شيكل إلى 10 شواكل، و250 غراماً من الطحينة من 80 شيكلاً إلى 10 شواكل. كما تراجع سعر كيلوغرام الحمص من 90 شيكلاً إلى 10 شواكل فقط.
وفي موازاة هذه التطورات، يثير إعلان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر (الكابينت) خططاً لاحتلال قطاع غزة غضب مصر والأردن، بعدما كثّف قادة حركة “حماس” في الأسابيع الأخيرة حملتهم ضد إسرائيل، داعين إلى تحرك عربي وإسلامي رسمي، ولا سيما من القاهرة وعمّان. كما وجّهت الحركة دعوات إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن لتنظيم احتجاجات تضغط على حكوماتهم وتزيد من عزلة إسرائيل والولايات المتحدة. مصدر أمني إسرائيلي قال إن هذا الضغط أحد الأسباب التي دفعت القاهرة لتسريع طرح مبادرة صفقة تبادل أسرى، مع توجيه رسائل حازمة إلى قيادة حماس.
في السياق ذاته، تبذل حماس جهوداً لإطلاق حملة إعلامية جديدة ضد إسرائيل، خصوصاً بعد مقتل أنس الشريف، الناشط في جناحها العسكري والصحفي في قناة الجزيرة. وتشير تقارير أمنية إسرائيلية إلى أن الحركة سعت لتوظيف جنازته في حملة تحريضية ضد إسرائيل، متهمة إياها باستهداف حرية الصحافة وإسكات الحقيقة.
في غضون ذلك، يجري خلال الـ48 ساعة الماضية تنسيق واسع بين إسرائيل ومنظمات إغاثية دولية ودول معنية تعمل في القطاع، استعداداً لعملية برية كبيرة تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة. وتشمل الاستعدادات تجهيز بنى تحتية لنقل المياه والكهرباء وتقديم الرعاية الطبية وتوزيع الغذاء. ووفق التعليمات السياسية، فإن تحريك السكان وضمان تدفق المساعدات الإنسانية يعدان شرطاً أساسياً لانطلاق العملية. وتقدّر مصادر عسكرية إسرائيلية أن “حماس” ستحاول منع السكان من المغادرة، بالتهديد أو بالقوة، لاستخدامهم دروعاً بشرية لقادتها وآلاف مقاتليها المتحصنين داخل المدينة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)