هآرتس: السعودية والإمارات تقتربان من إيران في محور ضد إسرائيل

تستعد العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع لاستضافة قمة عربية ـ إسلامية خاصة، هي الثالثة من نوعها في غضون عامين، تأتي في سياق الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي القطرية، في خطوة وُصفت بأنها انتهاك لسيادة دولة تُعد حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة.
ورغم أن قضية غزة ستحضر على جدول أعمال القمة، إلا أنها لن تكون في صلبه، إذ يُنظر إلى الاجتماع أساسًا على أنه منبر لتوجيه رسالة قوية إلى واشنطن، مفادها أن الحملة الإسرائيلية على غزة، وصفقة الأسرى، ومحاولات السيطرة على القطاع باتت تشكل تهديدًا مباشرًا لدول المنطقة، حتى تلك المصنفة كحلفاء لأمريكا.
قرارات مطروحة… وتجارب سابقة
القمتان السابقتان، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ومطلع 2024، أفضتا إلى بيانات سياسية حافلة بالبنود والوعود، لكن دون تطبيق فعلي. غير أن مسؤولين قطريين ومصريين ألمحوا هذه المرة إلى إمكانية اتخاذ خطوات عملية، بينها:
- قطع العلاقات الدبلوماسية أو خفض مستوى التمثيل مع إسرائيل.
- فرض عقوبات اقتصادية.
- تشكيل لجنة تحرك دبلوماسي وقانوني ضد إسرائيل.
- إحياء فكرة قوة عربية مشتركة لحماية حدود الدول وسيادتها.
- بين الخطاب والتأثير الواقعي
رغم الصورة النمطية عن مثل هذه القمم باعتبارها مجرد منصة لخطابات نارية، إلا أن التجارب الأخيرة أثبتت أنها قد تُفضي إلى نتائج ملموسة. ففي قمة العام الماضي، شُكّلت لجنة مصغرة بقيادة السعودية نجحت في تمرير مبادرة دولية للاعتراف بدولة فلسطينية، ما تُوّج مؤخرًا بقرار واسع في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو لحل الدولتين.
لكن هذا القرار، كسابقيه، يواجه عقبة الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، وهو ما يجعل الرهان على الدبلوماسية العربية المنسقة أساسيًا لتغيير المعادلة.
موقف الغرب والعرب
المفارقة أن دولًا غربية كألمانيا وإسبانيا والنرويج وبريطانيا فرضت بالفعل عقوبات على إسرائيل أو قيدت التعاون معها، إلى جانب مقاطعات أكاديمية وثقافية غير رسمية. في المقابل، لا تزال الدول العربية المرتبطة بمعاهدات سلام مع إسرائيل ـ مثل مصر والأردن والإمارات ـ متحفظة في خطواتها، رغم التوتر الواضح في العلاقات.
فمصر مثلًا امتنعت حتى الآن عن استقبال سفير إسرائيلي جديد، لكنها لم تلوّح بقطع العلاقات أو المساس باتفاق كامب ديفيد. أما الإمارات فكانت قد ربطت توقيعها على اتفاق التطبيع في 2020 بوقف خطة الضم الإسرائيلي للضفة الغربية.
التقرب من إيران
الأوساط العربية رأت في الردود الإقليمية على الضربة الإسرائيلية مؤشراً إلى إعادة تقييم العلاقة مع إيران. فبحسب مراقبين، فإن تبلور رد الفعل الجماعي يوحي بأن دول الشرق الأوسط بدأت تميل إلى قبول إيران كشريك إقليمي بعد قطيعة طويلة، لأن إسرائيل لم تعد تحصر هجماتها بها وحدها، بل باتت تستهدف حلفاء واشنطن أيضاً. وإذا ما اعتُبرت الولايات المتحدة عاجزة عن حماية مصالح هذه الدول، فإن ما كان يُعرف سابقًا بـ”المحور المناهض لإيران” قد يتحول إلى محور مناهض لإسرائيل.
قطر ليست كسواها
الهجوم الإسرائيلي الأخير حمل دلالة استثنائية، فهو استهدف قطر، الدولة المصنفة “حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو” لواشنطن، ما يختلف عن الهجمات الإسرائيلية المتكررة في سوريا ولبنان والعراق وإيران. وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، فإن المساس بقطر يُعد مساسًا بالجميع، حتى وإن كانت العلاقات بين هذه الدول تتسم بالتنافس أو الخصومة أحيانًا.
ورغم أن هذه الدول لا تعتزم الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، فإنها ترى في القمة فرصة لتأكيد وحدة الموقف الخليجي والعربي، ولتذكير الولايات المتحدة بمسؤوليتها في حماية حلفائها من اعتداءات حليف آخر هو إسرائيل.
ما وراء القمة
الاجتماع المرتقب في الدوحة يتجاوز خطاب التضامن التقليدي مع غزة، ليتمحور حول أمن الحلفاء العرب أنفسهم، ورسالة مفادها أن إسرائيل لم تعد تهديدًا للفلسطينيين وحدهم، بل لدول المنطقة مجتمعة، بما في ذلك الحلفاء الأقرب إلى واشنطن.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)