تقديرات إسرائيلية: كم من الزمن سيستغرق إعادة بناء برنامج إيران النووي؟

ثلاثة أشهر بعد ما وصفته إسرائيل بـ«حرب الـ12 يومًا» ضد المنشآت النووية الإيرانية، لا تزال تقديرات الأجهزة الأمنية تتجه نحو صورة تحذيرية لكنها محسوبة. في تقديرات حديثة داخل مراكز القرار الأمني، تُشير المخابرات إلى احتمال وجود أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بمعدل نحو 60% لم تُدمَّر خلال الضربات، كمية يرى المحلّون أنها قد تكفي — بحسب حسابات أولية — لصناعة نحو ست قنابل نووية إذا حوّلت إلى مادة قابلة للاستخدام العسكري.
خلال الحملة التي نفّذتها القوات الإسرائيلية، تم استهداف مواقع وبرامج نووية رئيسية في مواقع معروفة بينها نطنز وفوردو وأصفهان، إضافة إلى عشرات أهداف أخرى، وقد أسفرت هذه الضربات عن تدمير أجزاء واسعة من قدرات طهران النووية. ورغم ذلك، يظل فارقٌ مهم بشأن مقدار اليورانيوم الذي نجا من القصف وما إذا كانت طهران قد أخفته في مواقع جديدة أو منشآت سرية.
على مستوى الزمن المطلوب لإعادة التأهيل، تُجمع تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على أن إعادة بناء برنامج التخصيب واستعادة القدرة على إنتاج مواد يمكن تحويلها إلى سلاح نووي ستستغرق لا تقل عن نحو سنتين في أفضل السيناريوهات، شريطة عدم قيام طهران بتسريع خططها أو بالاستفادة من مخابئ وتسهيلات خارج نطاق الرقابة.
مصدر آخر للأمن الإسرائيلي، جهاز الموساد، قال وفق تقارير إعلامية إنه يرى أنه يملك معلومات دقيقة عن مواقع اليورانيوم المخصب التي لم تُدمَّر، معلومات قد تمكّن إسرائيل من التدخّل مستقبلاً أو من تعطيل أي محاولة لإخراج المادة من مواقعها قبل أن يستأنف المراقبون الدوليون دورهم الكامل. وفي هذا السياق، ترى إسرائيل أن امتلاك مثل هذه المعلومات قد يتيح لها خيار الاستجابة بالوسائل التي تراها مناسبة «حتى عودة الرقابة الكاملة لوكالة الطاقة الذرية».
التقديرات الإسرائيلية تبقى — بحسب المسؤولين — بنتائج معتمدة على معطيات استخباراتية غير نهائية ومقترنة بعدد من السيناريوهات المتوقعة لإجراءات طهران، بما في ذلك سرعة إعادة البناء، المصادر الإقليمية للحصول على أجهزة طرد مركزي جديدة، وإمكانية نقل أو إخفاء المواد في مواقع يصعب الوصول إليها. كما تُشير التقديرات إلى أن المسار الزمني قد يقصر أو يطول وفق تطورات دولية وإقليمية، لا سيما في حال تدخل قوى دولية أو فرض قيود أو عقوبات جديدة.
في الختام، تلخّص الرسالة الأمنية الإسرائيلية الحالية على نحو واضح: رغم الضربات الواسعة التي أضرت بالبرنامج الإيراني، فإن خطر امتلاك إيران لسعات تحوّلها إلى قدرات عسكرية نووية لم يزَل نهائياً، والقدرة على التحقق والسيطرة الدوليّة (بما في ذلك دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية) ستبقى عاملاً حاسمًا لتحديد المدى الزمني والعملي لعودة طهران إلى مسار إنتاج سلاح نووي محتمل.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)