
بعد اسقاط نظام آل الأسد في سوريا وهروب رئيسه بشار الأسد مع عائلته، تتالت أخبار عديدة حول اغتيال علماء سوريين في بيوتهم. الا أن هذه الأخبار اتضحت كمعلومات كاذبة.
بين زخم الأخبار الواردة بداية الأسبوع، برز خبر اغتيال عالم كيمياء عضوية سوري باسم “حمدي إسماعيل” في منزله، والذي لاقى رواجًا كبيرًا. حيث شاهد ما يقارب المليون وثلاثمئة ألف مستخدم الخبر على منصة x (تويتر سابقًا) وحدها. الا أن الخبر اتضح سريعًا كخبر كاذب، وأن صاحب الصورة التي عرضت للعالم هو مواطن مصري، حيّ وليس عالمًا أصلًا.
كما انتشر خبر اغتيال عالمة الفيزياء السورية-الامريكية شادية حبال مع زوجها في منزلهما في دمشق، الا ان تحقيق موقع “رواق” أظهر أن رحال لا تسكن في سوريا منذ عقود وأنها تعمل حاليًا في جامعة هاواي حيث تسكن، وكان اخر ظهور اعلامي لها في مقابلة قبل أسبوع من سقوط النظام.
ويستمر تدفق الأخبار المضللة والمكذوبة ليصل الى ادعاء وجود الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في سجون الأسد وتحريره منها. واتضح بسرعة أن الصورة مركبة وليست صورة “عودة صدام حسين”.
وتنتشر مثل هذه الشائعات غالبًا عبر مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي ويصعب منع انتشارها كون هذه المنصات تعتبر المصدر الأول للتزود بالأخبار بين الشباب خلال الأعوام الأخيرة. كما أنها تنتشر بين مؤيدي نظريات المؤامرة وتستند على احداث حقيقة واشاعات انتشرت سابقًا، فمثلًا كان هناك ادعاء بداية القرن الواحد والعشرين أن اعدام صدام حسين كان مسرحية وأنه ما زال حيًا بانتظار فرصته للعودة. وتمثل التحولات الكبرى كالانقلابات والحروب تربة خصبة للأخبار المضللة لانجذاب الجمهور الى أكثر الاخبار غرابة والفوضى في اختيار مصادر المعلومات.
وكما ثبت في الأعوام الخمسة الأخيرة، فان هذه الاخبار في معظمها عشوائية المصادر والانتشار، الا ان بعضها ينتشر بشكل ممنهج لتشكيل الرأي العام حول الاحداث والمتغيرات، كما ثبت في جائحة كورونا وإشاعة وجود أجهزة رقابة في اللقاحات، والانتخابات الأمريكية ونشر معلومات عن الصحة الجسدية لبعض المرشحين. وفي ظل التغيرات الكبيرة والسريعة خلال عام 2024، فمن المتوقع استمرار تدفق الاخبار المضللة والمكذوبة.
يستمر موقع “رواق” في تحرّي صحة الاخبار لنقل الحقيقة الى متابعيه، وننصح بالاعتماد على المصادر الموثوقة لتلقي الاخبار.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)