نشرت جمعية “مبادرات إبراهيم” تقريرها السنوي حول ضحايا العنف والجريمة في المجتمع العربي، والذي كشف عن مقتل 230 شخصا خلال عام 2024، بينهم 20 امرأة و10 أطفال دون سن 17 عاما. وأفاد التقرير بأن 85% من الجرائم استخدمت فيها أسلحة نارية، ما يعكس تفاقم أزمة انتشار الأسلحة. وعلى الرغم من انخفاض طفيف مقارنة بعام 2023، الذي شهد مقتل 244 شخصا، لا يزال الرقم مقلقا، خصوصا أن الضحايا من الفئة العمرية بين 18 و30 عاما يشكلون النسبة الأكبر بنسبة 38.7%.
توزع القتلى: مناطق وأرقام مقلقة
توزعت الجرائم جغرافيا بشكل يبرز مناطق محددة كبؤر رئيسية، حيث سجلت 96 حالة قتل في الجليل (41.7%)، تليها منطقة المثلث بـ 52 حالة، بينما شهدت المدن المختلطة مقتل 43 شخصا. وعلى صعيد المدن، سجلت اللد والرملة أعلى أعداد للقتلى، بـ 17 و16 قتيلا على التوالي. كما أظهر التقرير أن 30% من الجرائم وقعت ضمن مناطق لواء الشمال ولواء الساحل للشرطة، ما يبرز أهمية تعزيز الحضور الأمني وفعالية تطبيق القانون.
ضعف في فك رموز الجرائم
أظهر التقرير استمرار ضعف السلطات الأمنية في فك رموز الجرائم، حيث تم حل 31 جريمة فقط من أصل 209 جرائم خلال عام 2024، بنسبة 14.8% فقط، وهي نسبة أقل من الأعوام السابقة. وأشارت الجمعية إلى أن هذا العجز يضعف ثقة المواطنين العرب بالشرطة، مما يزيد من شعورهم بعدم الأمان ويدعم ظاهرة الإفلات من العقاب.
عجز حكومي وتحديات متصاعدة
اتهمت الجمعية الحكومة بالتقصير في مكافحة الجريمة، مشيرة إلى تقليص الميزانيات المخصصة للمجتمع العربي، بما فيها تلك الموجهة لمكافحة الجريمة، إضافة إلى التطبيق الجزئي لقرارات حكومية سابقة مثل قرار الحكومة 549. وأكدت الجمعية أن حل هذه الأزمة يتطلب جهدا حكوميا جادا وفوريا لزيادة الميزانيات، وتعزيز فعالية الشرطة، والحد من انتشار السلاح.
أرقام من العقد الأخير: ارتفاع قياسي
ختم التقرير باستعراض إحصائيات العقد الأخير، التي أظهرت تضاعف أعداد القتلى منذ عام 2015، حيث سُجل في ذلك العام 58 قتيلا فقط مقارنة بـ 244 قتيلا في عام 2023. وخلص التقرير إلى أن تفاقم العنف يعكس تقصير الدولة في إيجاد حلول فعالة، داعيا إلى تحرك عاجل لحماية المواطنين وإعادة بناء الثقة بين المجتمع العربي ومؤسسات الدولة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
