الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم يقرر حل دوري الدرجة الأولى – المنطقة الشمالية بسبب شبهات التلاعب في المباريات

صوّتت الهيئة الإدارية للاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم صباح اليوم بأغلبية ساحقة، مع امتناع عضو واحد فقط، لصالح قرار حل دوري الدرجة الأولى – المنطقة الشمالية، وذلك في ظل الاشتباه بوجود تلاعب ممنهج في نتائج المباريات على نطاق غير مسبوق، إلى درجة أفقدت الدوري قيمته الرياضية.

كما قررت الإدارة تشكيل لجنة خاصة لدراسة تداعيات حل الدوري على آليات الصعود والهبوط بين الدرجات المختلفة، ومن المقرر أن تقدم اللجنة توصياتها النهائية خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.

رئيس الاتحاد، شينو زوارتس: “لم يعد هناك مفر من مواجهة الحقيقة المؤلمة”

علّق رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، شينو زوارتس، على القرار بلهجة حادة، مشددًا على أن ما جرى يمثل واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ كرة القدم الإسرائيلية، حيث قال: “كان يوم الاثنين الماضي أحد أكثر الأيام حزنًا بالنسبة لي كرئيس للاتحاد. اللحظة التي لم يعد أمامي فيها خيار سوى الوقوف أمام دولة بأكملها والاعتراف بالحقيقة الصادمة: لقد تم التلاعب بالمباريات!”

وأضاف زوارتس: “الفرق بين أولئك الذين اكتفوا بقول ’لقد حذرناكم‘ وبين ما نحن مطالبون بفعله اليوم، هو أننا لا نتعامل مع شائعات، بل مع أدلة، حقائق، وحقيقة واحدة لا لبس فيها. لا مجال للحلول الوسط أو الخوف. علينا أن نواجه هذا الفساد بكل الوسائل المتاحة لنا – عبر نظامنا القضائي، شرطة إسرائيل، الكنيست، وكل جهة يمكنها المساهمة في تطهير كرة القدم من هذا الدنس الذي يهدد بتدمير أسسها”.

وأشار إلى أن البعض من الذين كانوا ينتقدون الوضع قد يكونون جالسين حول طاولة الاتحاد اليوم، لكنه أكد أن مسؤولية اتخاذ القرار تقع على عاتقهم جميعًا: “لقد أكد لي الكثيرون منكم في الأسبوع الأخير أن الوضع الحالي لم يعد مقبولًا، وأن علينا أن نضع حدًا له. نحن وحدنا نملك السلطة، وعلينا أن نتحمل المسؤولية ونتصرف فورًا”

“لدينا التزام أخلاقي تجاه الجماهير، اللاعبين، وكل من يسعى إلى لعبة نظيفة”

تابع زوارتس حديثه بالتأكيد على أن الاتحاد قد اتخذ خطوات فعلية في السنوات الأخيرة لمحاربة الفساد في كرة القدم، بما في ذلك إجراءات رقابية جديدة، تعيين شركة تحقيقات خاصة، فرض اختبارات كشف الكذب (البوليغراف)، وتعزيز النظام القضائي الرياضي.

“لقد قمنا بكل ذلك من أجل هذه اللحظة بالذات. عندما كشفت التحقيقات عن مستوى غير مسبوق من التلاعب في المباريات، لم يعد بإمكاننا غض الطرف. الحل الوحيد هو أن نقول بصوت واضح وقاطع: هذا يكفي!”

وأكد رئيس الاتحاد أن الفساد لا يقتصر على دوري الدرجة الأولى – المنطقة الشمالية فحسب، بل قد يكون منتشراً في أماكن أخرى من المنظومة الكروية:

“لسنا ساذجين لنعتقد أن هذا الورم السرطاني لم يرسل بعد خلاياه إلى أجزاء أخرى من كرة القدم الإسرائيلية. لا يمكنني أن أحدد مدى انتشار الظاهرة، ولا إن كنا سنتمكن من القضاء عليها تمامًا، لكن لا خيار أمامنا سوى مواصلة القتال”.

“الحرب على الفساد مسؤولية جماعية”

وشدد زوارتس على أن الاتحاد لن يخوض هذه المعركة وحده، بل سيكون هناك تعاون وثيق مع شرطة إسرائيل، وزارة الرياضة، سلطات الضرائب، أعضاء الكنيست، والسلطات المحلية، للتأكد من أن الأموال العامة المخصصة لدعم الرياضة لا تذهب إلى جيوب الفاسدين.

وقال: “الاتحاد وحده لا يستطيع الانتصار في هذه المعركة، لكننا نعلن اليوم بكل وضوح: نحن في طليعة المواجهة، ونتوقع من جميع الجهات الانضمام إلينا!”

واختتم رئيس الاتحاد كلمته بالتأكيد على أن هذا القرار الجريء يُرسل رسالة قوية لكل من يرتبط بكرة القدم في إسرائيل، سواء كانوا لاعبين أو جماهير أو مسؤولين: “في كل موسم، نشعر بالفخر عندما نرى المزيد من الشباب والشابات ينضمون إلى عالم كرة القدم، عندما نشهد تزايد أعداد الفرق والمشجعين. واليوم، كل هؤلاء يترقبون قراراتنا، ويتوقعون منا أن نضمن لهم أن نتائج المباريات تُحسم فقط داخل الملعب، وليس خارجه”.

واختتم: “أنا فخور بأن مجلس إدارة الاتحاد بأكمله تبنى موقفي، وأدرك أن حل دوري الدرجة الأولى – المنطقة الشمالية كان خطوة لا بد منها، رغم صعوبتها”.