هآرتس: “إسرائيل لا تهتم فعلياً بمصير الدروز في سوريا”

في عرض الصحف اليوم نتناول الدعوات الإسرائيلية للدفاع عن الأقليات في سوريا وتدخلها العسكري هناك، وفرصة اليورو لمنافسة الدولار في ظل إدارة ترامب، والتقدم اللافت للصين أمام الولايات المتحدة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
نبدأ جولتنا بمقال كتبه جدعون ليفي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تحت عنوان “إسرائيل لا تهتم فعلياً بمصير الدروز في سوريا”.
يستعرض الكاتب دعوات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للمجتمع الدولي بالقيام “بدوره في حماية الأقليات في سوريا، وخاصة الطائفة الدرزية، من النظام وعصاباته الإرهابية”.
ويتساءل ليفي: “هل تملك إسرائيل حقاً الأرضية الأخلاقية لمثل هذه الدعوات؟”، ويرى أن الإجابة هي: لا، “فإسرائيل التي وقفت على الحياد في أكثر الأزمات الإنسانية مأساوية، كالحرب الأهلية السورية، بل وغضّت الطرف عن معاناة ملايين السوريين، لا يمكنها اليوم أن ترتدي عباءة الإنسانية بشكل انتقائي!”.
ويرى الكاتب أنه من الأولى أن ينظر ساعر إلى الداخل الإسرائيلي، حيث “تُوجّه اتهامات بانتهاكات ممنهجة ضد الفلسطينيين، وبتشريعات تمييزية، أبرزها قانون “الدولة القومية” الذي قلّص من مكانة الأقليات داخل إسرائيل، بمن فيهم الدروز أنفسهم”.
ويطرح ليفي خلال المقالة تساؤلاً: كيف ستتقبل إسرائيل تدخلاً عسكرياً خارجياً تحت نفس الذريعة؟ أليس هذا بالضبط ما قالته قوى إقليمية مثل حزب الله والحوثيين عندما برروا استهدافهم لإسرائيل بأنه “دفاع عن الفلسطينيين؟”.
ويفترض ليفي لو أن دولة غربية كفرنسا قررت قصف المستوطنات في الضفة الغربية لأنها “تشكل تهديداً”، فماذا سيكون رد الفعل الإسرائيلي؟ الأرجح أنه سيكون صاخباً وغاضباً، كما يحدث دائماً عند التعرض لأي نقد خارجي.
الكاتب يرى أن هذا “الاهتمام المفاجئ” بالدروز السوريين لا يبدو نابعاً من حرص إنساني حقيقي، بل يُفسَّر كمناورة سياسية موجهة للداخل، وربما أيضاً رسالة انتخابية موجهة إلى ناخبي الليكود من الدروز.
ويضيف الكاتب: “في نهاية المطاف، إذا كانت إسرائيل بالفعل معنية بالعدالة، فلتحققها أولاً داخل حدودها. فالمجتمع الدولي يرى التناقض الصارخ بين مطالبة إسرائيل بالمساعدة في إخماد حرائق غاباتها، بينما تمنع في الوقت نفسه دخول الغذاء والدواء إلى غزة منذ أكثر من شهرين”.
ولفت ليفي إلى أن “الدفاع الحقيقي عن القيم الإنسانية يبدأ من احترام حقوق الإنسان داخل حدود الدولة قبل الدعوة لتطبيقها خارجها. وإلى أن تُصحح إسرائيل مسارها داخلياً، فإن خطابها الخارجي سيظل، في نظر كثيرين، مجرد غطاء سياسي لأهداف لا تمت للإنسانية بصلة”.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)