هل علمت قطر بالهجوم الإسرائيلي على مكتب قادة حماس قبل تنفيذه؟

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقا بقرب الهجوم، بينما أكدت مصادر أميركية أن واشنطن سارعت إلى إبلاغ قطر قبل وقوعه، حيث شهدت العاصمة القطرية الدوحة هجوما جويا إسرائيليا واسعا استهدف مقرا كان يحتضن اجتماعا لقيادات من حركة حماس، وأسفر القصف عن ارتقاء همام خليل الحية، نجل القيادي الدكتور خليل الحية، إلى جانب مدير مكتبه جهاد لبد، نجل أحمد حسن لبد، كما أصيبت زوجة الدكتور الحية وزوجة ابنه بجراح.
لكن خلف الكواليس، تكشفت تفاصيل مثيرة قلبت العملية إلى ما يشبه “الفضيحة الاستخباراتية”. فبحسب مصادر مطلعة، فإن ما اعتقدته إسرائيل “ضربة العمر” تحوّل إلى عملية أُفشلت في آخر لحظة. فقد وصلت تحذيرات عاجلة من أنقرة عبر قنوات سرية إلى الدوحة، حيث نقلت المخابرات التركية، بالتنسيق مع أطراف قطرية، رسالة مباشرة إلى قيادة حماس: “اخرجوا فوراً، الهدف محدد بدقة”. دقائق قليلة فقط فصلت بين مغادرة قادة الصف الأول مكان الاجتماع وبين نيران الطائرات التي دمرت المقر.
ووفق ما كشفته القناة 14 العبرية، فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية عبرت أجواء الأردن وسوريا والعراق والسعودية، قبل أن تطلق عشرة صواريخ على المقر المستهدف في الدوحة.
من جانبها، أوضحت منصة أكسيوس أن الرادارات الأميركية رصدت تحليق المقاتلات الإسرائيلية حتى قبل أن تصلها البلاغات الرسمية، غير أن مسؤولا أميركيا أوضح أن إسرائيل أبلغت واشنطن بعد إطلاق الصواريخ، وهو ما منع أي إمكانية للتأثير أو إيقاف العملية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن من جهته أن الهجوم جاء بعد عمليتي غزة والقدس، قائلا: “انتهت الأيام التي سيحصل فيها قادة الإرهاب على حصانة في بلد ما”. وأضاف أن إسرائيل تخوض “حربا مع حماس لتحرير المخطوفين”، مؤكدا في الوقت نفسه أن حكومته نجحت في إزالة ما وصفه بـ”التهديد الوجودي الإيراني”.
على الصعيد الإقليمي، قوبل الهجوم بموجة إدانات واسعة. فقد أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي العملية الإسرائيلية ووصفها بـ”الدنيئة” واعتبرها انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر. كما أكد ولي العهد السعودي في اتصال مع أمير قطر أن المملكة تضع كل إمكاناتها إلى جانب الدوحة لحماية أمنها، معتبراً الهجوم “عملا إجراميا” يخالف القوانين الدولية. وفي رام الله، أدان الرئيس محمود عباس الهجوم الإسرائيلي ووصفه بـ”الاعتداء الغاشم على دولة قطر الشقيقة”.
أما على المستوى الدولي، فقد شددت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة على وجوب احترام سيادة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها، فيما وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضربات الإسرائيلية بأنها “مرفوضة تماما مهما كانت المبررات”.
في المقابل، أكدت حركة حماس أن عدداً من قياداتها أُصيبوا في الهجوم، مشيرة إلى أن تقييم الأضرار لا يزال متواصلاً، بينما اعتبر مراقبون أن العملية تمثل تصعيداً نوعياً في الصراع، لاسيما بعد استهداف العاصمة القطرية بشكل مباشر.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)