جدل واسع بعد خطاب نتنياهو وهبوط البورصة على إثره: بين إسبرطة وأثينا… إسرائيل إلى أين؟

أثار خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ألقاه في القدس، عاصفة من الجدل بعدما وصف إسرائيل بـ”سوبر إسبرطة”، في إشارة أربكت الأوساط السياسية والاقتصادية على حد سواء. فقد خلط نتنياهو بين أثينا وإسبرطة في معرض حديثه عن مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي، مقدما رؤية بدت غامضة ومرتبكة، ما اعتُبر إشارة خطيرة على توجه نحو اقتصاد منغلق وعزلة سياسية متزايدة.
نتنياهو، الذي بدا متعبا ومرهقا أثناء خطابه، قال إن إسرائيل تواجه واقعا دوليا عدائيا يستدعي الاعتماد على الذات، لكنه لم يطرح حلولا واضحة. هذا الخلط بين أثينا – رمز الحضارة والفكر – وإسبرطة – رمز العسكرة والانغلاق – أثار تساؤلات واسعة حول رؤيته الاستراتيجية، خاصة في ظل ظروف الحرب وتدهور الاقتصاد.
وسائل إعلام إسرائيلية اعتبرت أن الخطاب أضر بثقة الأسواق، إذ تراجعت البورصة مباشرة بعده، فيما رأت وكالات التصنيف الائتماني أنه يمثل مؤشرا مقلقا على هشاشة الاقتصاد. كما أكدت تقارير أن تصريحاته وفرت مادة دعائية للخصوم الذين يستشهدون بعزلة إسرائيل الدولية المتزايدة.
محللون شبهوا هذا الخطاب بأخطاء ارتكبها زعماء عالميون في الماضي، مثل بوريس يلتسين وروبرت موغابي، الذين تسبب ارتباكهم العلني بأزمات اقتصادية حادة في بلدانهم.
ويأتي خطاب نتنياهو في وقت حساس، حيث تتواصل الحرب في غزة، وأرواح الأسرى على المحك، فيما يواجه الاقتصاد الإسرائيلي ضغوطا غير مسبوقة. ويرى مراقبون أن مثل هذه الزلات الكلامية في لحظة مفصلية كهذه قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة، ليس فقط على صورة إسرائيل الدولية، بل أيضا على استقرارها الداخلي.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)