الرياض تغيّر بوصلتها؟ .. مسؤول سعودي: السلام مع اسرائيل لم يعد مطروحاً

قبل السابع من أكتوبر، كانت المملكة العربية السعودية على وشك توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل، في خطوة كانت ستقربها من الانضمام إلى “اتفاقيات أبراهام”. غير أن المشهد تبدّل جذريًا؛ فاليوم، ومع اقتراب رأس السنة العبرية، تتصدر الرياض مبادرة دولية بالتعاون مع فرنسا للاعتراف بدولة فلسطينية، فيما تراجع ملف التطبيع إلى الهامش. ويُنظر إلى هذا التحول بوصفه أحد أبرز المكاسب الدبلوماسية لحركة “حماس” وإيران.
خلفيات التحول
بحسب مصادر أمريكية وعربية، فإن النقطة الحاسمة جاءت بعد مكالمة بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومكتب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعقبت انهيار محادثات الدوحة. تناولت المكالمة ملفات إيران ولبنان وسوريا، لكن تركيزها كان على غزة. وقد شدّد ديرمر على أن إسرائيل مصممة على هزيمة “حماس” ورفض أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع بعد الحرب، وهو ما اعتبرته الرياض رسالة صريحة بأن تل أبيب ليست مستعدة لأي مسار سياسي يقود نحو حل الدولتين.
تجميد التطبيع وإقصاء إسرائيل من الرؤية الإقليمية
نتيجة لذلك، علّقت السعودية مبادرتها، وجرى تجميد مسار التطبيع الذي كان قد وصل مراحل متقدمة شملت إعداد بيانات مشتركة. دبلوماسي عربي قال لصحيفة إسرائيل هيوم إن الرياض باتت تستبعد إسرائيل من رؤيتها لمستقبل المنطقة، وتعمل بدلًا من ذلك مع واشنطن وعواصم عربية وفرنسا على بلورة إطار جديد يتضمن الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، بعد أن اعتبرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خضع لضغوط اليمين المتطرف.
مواقف سعودية علنية
في مقابلة إذاعية، صرّح اللواء السعودي المتقاعد عبد الله القحطاني بأن “السلام مع إسرائيل لم يعد مطروحًا على الطاولة”، محمّلًا حكومة نتنياهو المسؤولية الكاملة. وأضاف أن التطبيع لن يتحقق إلا بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، كما انتقد قطر لاستضافتها قيادة “حماس”، مشيرًا إلى أن مصر يجب أن تكون الوسيط الأساسي.
أفق مفتوح بعد الحرب
رغم هذا الجمود، تؤكد مصادر دبلوماسية أن الباب لم يُغلق نهائيًا، وأن الموقف الإسرائيلي قد يتبدل بعد الحرب، خاصة في ظل اهتمام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدفع “صفقة إقليمية كبرى” تشمل إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى مركز سياحي. وتكشف تقارير أن نقاشات عملية بدأت بالفعل بشأن “اليوم التالي”، بمشاركة السعودية والإمارات ومصر إلى جانب واشنطن، مع برامج تجريبية في جنوب غزة تتولى فيها السعودية وضع المناهج التعليمية، والإمارات تعزيز قيم التسامح والتعايش.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)