تَشظّي الصمت بين جدران النور، بقلم الطالبة جنى إياد أبو غزالة
اليوم اهتزت كفر قرع على وقع مأساة جديدة صدمت القلوب وأوقعتنا أمام حقيقة مؤلمة: فقدان حياة شابة داخل جدران المدرسة مكان كان من المفترض أن يكون ملاذًا للأمان والتعلم.
محمد حسين مرازقة، فتى في مقتبل العمر خرج من المدرسة صباحه حاملاً أحلامه وآماله وعاد إليها ضحية طعن من زميل له.
هذا الحدث لم يكن مجرد حادثة فردية بل انعكاس مرعب لأزمة مجتمعية عميقة أزمة تجاوزت حدود الفرد لتصبح خللًا متجذرًا في منظومتنا التربوية والاجتماعية.
كجيل ينتمي إلى هذا المجتمع أشعر بالمرارة والغضب في آن واحد.
كيف أصبحت مدارسنا ساحات للعنف بدلًا من أن تكون منارات للعلم والمعرفة؟
كيف تحوّل الجيل الشاب إلى ضحية ظرفية لمجتمع عاجز عن حماية أبنائه؟
الأسئلة تتوالى بلا جواب ولكن الألم حاضر بلا رحمة يختلط بالخذلان والإحباط ويزرع الخوف في كل قلب شاب ينتمي إلى هذا المكان.
الجريمة هذه تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن دماء شبابنا ليست مجرد أرقام في إحصائيات بل هي صرخات تتردد في وجدان كل فرد منا.
دماء محمد حسين ليست مجرد دماء طالب بل هي دماء جيل كامل جيل يُفترض أن يحمل الأمل والتغيير.
لكن الواقع الصادم يظهر أن العنف أصبح منهجًا متجذرًا وأن التفكك الاجتماعي والتقصير في الرقابة والتربية أدى إلى انفلات يهدد الجميع.
من هنا تأتي مسؤوليتنا جميعًا:
مسؤولية الأهل، مسؤولية المعلمين، مسؤولية المجتمع بأسره.
يجب أن تكون هناك برامج توعية حقيقية وتعليم مستمر للقيم الإنسانية ليس فقط عبر الخطابات بل من خلال أفعال ملموسة تثبت أن المجتمع لا يقبل بهذا الانحدار.
رحم الله محمد حسين مرازقة، وأسكنه فسيح جناته وجعلنا جميعًا شركاء في صحوة مجتمعية توقف دوامة العنف وتعيد الأمان إلى مدارسنا وتستعيد الأمل في جيلنا الشاب.
فكل يوم يمر دون تحرك هو يوم جديد من الخطر وكل دم يسيل هو صرخة تطالبنا بالعمل الفوري والحقيقي.
لقد حان الوقت لنقف جميعًا ليس كأفراد متفرجين بل كجيل واعٍ لنرسم مستقبلًا يليق بأحلامنا ويصون حياة شبابنا.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
