آخر الأخباراسرائيلية

تعيينات للمقرّبين: مناصب حكومية تتحول إلى “إرث عائلي” في إسرائيل

أثارت خطوة وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهر بترشيح يائير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لمنصب مدير قسم الإعلام في “المنظمة الصهيونية العالمية” — وهو منصب يُمنح لشاغله امتيازات مالية وإدارية تعادل امتيازات وزير — جدلا سياسيا حادًا أدى إلى وقف مداولات مؤتمر المنظمة التي كانت على وشك التصويت على التعيين.

أحزاب المعارضة، وفي مقدّمتها “يش عتيد” و”الحزب الديمقراطي”، التي كانت قد وقّعت مع أحزاب أخرى على اتفاق لتقاسم المناصب في المؤسسات الصهيونية، تراجعت عن الاتفاق بعد الإعلان عن اسم نجل رئيس الحكومة، ما أدى إلى تجميد التصويت وتأجيله أسبوعين.

وبحسب مصادر داخل المنظمة الصهيونية، فإن نتنياهو الأب هو من دعم زوهر لتولّي رئاستها، بل إنه خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك التقى مندوبين في المؤتمر وطلب منهم دعم زوهر، في محاولة لإقالة الرئيس الحالي يعقوب حغوال. غير أن نية ترشيح ابنه يائير لمنصب رفيع لم تكن معروفة حتى الليلة الماضية. ويُفترض أن يحصل يائير نتنياهو في هذا المنصب على راتب وزير، ومكتب رسمي، وسيارة وموازنة تشغيل كاملة، مع خصم رمزي بنسبة 4%.

شبكة التعيينات العائلية
القضية لم تكن الأولى من نوعها، إذ يُذكّر مراقبون بأن ينكي درعي، نجل رئيس حزب شاس أرييه درعي، عُيّن قبل خمس سنوات رئيسًا لقسم جمع التبرعات في المنظمة الصهيونية براتب وزير، بلغت كلفته السنوية نحو مليون شيكل، في حين بلغت موازنة مكتبه نحو 11.5 مليون شيكل لولاية مدتها خمس سنوات.
كما كان شلومو (مومو) درعي، شقيق أرييه درعي، مرشحًا في الاتفاق الجديد لتولي منصب رئيس مشارك للصندوق القومي اليهودي (קק”ל) لمدة خمس سنوات، بينما شغل إلياهو غفني، نجل رئيس حزب “ديغل هتوراه” موشيه غفني، منصب مستشار في الصندوق ذاته.

حتى رئيس المعارضة الحالي يائير لبيد، الذي كتب عبر منصة X بعد الإعلان عن التعيين “لن يكون. نقطة”، كان قد عيّن خلال فترة “حكومة التغيير” إيلئيل كيرن، شقيقة زوجته، عضوة في مجلس إدارة ككال (بمنصب غير مدفوع الأجر)، لكنها استقالت لاحقًا بعد انتقادات إعلامية. كما تم في تلك الفترة تعيين أوري زكي، زوج الوزيرة السابقة تمار زاندبرغ، رئيسًا لمركز “هرتسل”، وهو منصب مدفوع الأجر أيضًا ويتبع للمؤسسات الصهيونية.

ردود سياسية غاضبة
وزير الثقافة ميكي زوهر، الذي أعلن عن تعيين يائير نتنياهو، هاجم بشدّة منتقدي الخطوة قائلًا:
“هكذا تبدو النفاق في أبشع صوره. لسنوات عيّن اليسار أقرباءه وأصدقاءه في المؤسسات القومية، والآن حين يتعلّق الأمر بالليكود وبنتنياهو تتحوّل القضية إلى عاصفة إعلامية. هذه مطاردة سياسية شخصية ضد رئيس الحكومة وعائلته”.

في المقابل، كتب زعيم المعارضة يائير لبيد صباح اليوم في حسابه: “ما حدث الليلة هو أن الليكود حاول سرًّا تعيين يائير نتنياهو في منصب رفيع بالمؤسسات الصهيونية مع راتب وزير وكل الامتيازات. ‘يش عتيد’ اكتشفت الأمر في اللحظة الأخيرة، فجّرت الاتفاق ومنعت التعيين. وسنواصل القتال ضد الفساد”.

الانتقادات لم تقتصر على الجانب الحزبي، بل طالت سلوك يائير نتنياهو نفسه. فقد كتب الجنرال السابق غادي أيزنكوت قائلًا:
“تعيين يائير نتنياهو في منصب رئيس قسم الإعلام في المنظمة الصهيونية هو فضيحة سياسية فاسدة تتجاوز الأحزاب. من لم يعد إلى البلاد في أوقاتها الصعبة، ولم يخدم في الاحتياط، وينشر نظريات مؤامرة ضد إسرائيل، لا يمكنه تمثيل الشعب اليهودي. حتى هرتسل يتفعفل في قبره”.

أما حزب “الديمقراطيين” برئاسة يائير غولان، الذي انسحب من الاتفاق بعد الإعلان عن التعيين، فقد أصدر بيانًا جاء فيه:
“نُصدم من نية الليكود تعيين يائير نتنياهو في منصب رفيع بالمؤسسات الصهيونية. هذا تعيين فاسد ومخزٍ، وخطوة إضافية في تدمير المؤسسات القومية لإسرائيل. شخص كرّس حياته للتحريض والانقسام لا يحق له تمثيل الشعب اليهودي أو التمتع بأموال ومكانة عامة”.

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

بصائر الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *