استطلاع جديد: دعم عربي واسع للانضمام إلى الائتلاف قد يقلب نتائج الانتخابات ويهدد فرص نتنياهو

كشفت دراسة جديدة لبرنامج كونراد أديناور للتعاون اليهودي-العربي في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب عن تحوّل واسع في مواقف المواطنين العرب في إسرائيل إزاء مستقبلهم السياسي، وذلك في أعقاب انتهاء حرب “سيوف الحديد”. وتبين من الدراسة أن نحو 77% من العرب يؤيدون انضمام حزب عربي إلى الائتلاف الحكومي المقبل، في ارتفاع ملحوظ مقارنة بـ63% في مايو 2023. وتشير النتائج إلى أن 45.6% من المشاركين يدعمون الانضمام لأي حكومة تُقام، بينما يفضّل 31.8% الانضمام إلى حكومة ذات توجهات وسط-يسار.
وبحسب السيناريو الانتخابي الذي عرضته الدراسة، فإن نسبة التصويت المتوقعة في المجتمع العربي لو أجريت الانتخابات اليوم ستبلغ 52.4%، وهي نسبة شبيهة بانتخابات 2022. وفي هذه الحالة، فإن حزبي حداش-تعال والقائمة الموحدة سيعبران نسبة الحسم، في حين لن يتمكن التجمع من ذلك. غير أن تشكيل قائمة عربية مشتركة تشمل الأحزاب الأربعة قد يرفع نسبة التصويت إلى 61.8% ويوفر نحو 15.5 مقعدًا في الكنيست، الأمر الذي قد يقلب موازين القوى السياسية ويحدّ من فرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة مستقبلية.
وأظهرت الدراسة أن القضية الأبرز لدى المواطنين العرب هي العنف والجريمة في المجتمع العربي، إذ رأى 74% من المشاركين أنها المشكلة الأكثر إلحاحًا اليوم، مقابل 7.6% فقط اعتبروا أن الحل السياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هو الأولوية، و7% ركزوا على ملفات التخطيط والبناء في البلدات العربية. وفي ما يتعلق بالهوية، برزت الهوية العربية لدى 35.9% من المشاركين، تلتها الهوية المدنية الإسرائيلية بنسبة 31.7%. كما أفاد 76.6% بأن شعورهم بالأمان الشخصي ضعيف بسبب ازدياد العنف، رغم أن 73.4% وصفوا وضعهم الاقتصادي بأنه جيد، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بفترات سابقة.
وأشارت الدراسة إلى أن 74.6% من العرب يرون أن العلاقات بين اليهود والعرب تدهورت خلال العامين الماضيين، وأن 37.5% منهم يشعرون بأن انتماءهم للدولة أصبح أضعف. ومع ذلك، قال نحو نصف المشاركين إن الحرب لم تغيّر مشاعرهم تجاه الدولة. وأبدى 64.6% تأييدًا للشراكة السياسية بين العرب واليهود، بينما يعتقد 44.7% فقط أن المجتمع اليهودي مستعد لهذه الشراكة بالقدر نفسه.
وفي ما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، اعتبر 47.3% من المستطلعين أن حل الدولتين وفق حدود 1967 هو الخيار الأكثر واقعية في المرحلة الحالية، مقابل 14% يفضلون نموذج الدولة الواحدة المشتركة، و21% يرون أنه لا يوجد حاليًا أي حل سياسي قابل للتنفيذ. وتأتي هذه المواقف في ظل استطلاعات إسرائيلية أخرى تشير إلى أن 67% من الجمهور اليهودي يعارض إقامة دولة فلسطينية، وبينهم 86% من ناخبي الائتلاف الحاكم.
وأكد الدكتور أريك رودنيتسكي، مدير البرنامج في مركز موشيه دايان، أن النتائج تكشف عن «نضج سياسي واضح لدى المواطنين العرب»، موضحًا أن تركيزهم على القضايا المدنية اليومية وعلى إمكان الاندماج السياسي يعكس تمسكهم بقيم الديمقراطية رغم الظروف الصعبة في العامين الأخيرين. وأضاف أن الاتجاهات الجديدة تشير إلى أن البوصلة السياسية للجمهور العربي لا تزال ثابتة، ما قد يجعل مشاركتهم عاملاً حاسمًا في الانتخابات المقبلة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)



