
خاص رواق
لا يفتأ وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير منذ أن تولى حقيبته الوزارية، وحتى قبل ذلك حينما كان نائبًا بالكنيست فقط، أن يتوقف عن النفخ ببوقه المليء بالكراهية الدينية للعرب مسلمين كانوا أو مسيحيين في البلاد.
ولم يعد يخفى على الجميع بأن “بن غفير” يريد أن يشعل حربًا دينية بالمنطقة، سيما وأن مواقفه تعد الأكثر تطرفًا وحقبته الأكثر عنفًا واستهدافًا للمساجد والكنائس في الداخل، فمخططاته في استهداف كل ما هو غير يهودي، أصبح واضحًا وضوح الشمس، بأنها ليس سياسية فحسب.
ولن تكون تعليمات بن غفير بمصادرة كل سماعات الصوت من مساجد الداخل، الأخيرة التي تدلل على تخطيه في تطرفه حدود الديانات والتشريعات.
وكان بن غفير قد أوعز لقيادة الشرطة الاسرائيلية بالبدء بمصادرة سمّاعات الأذان من المساجد بالداخل، وخصوصًا في البلدات المختلطة، بذريعة أن الأذان يزعج المواطنين اليهود.
أكذوبة “جودة الحياة”
ويقول المختص بالشأن القانوني والمحامي في مركز “ميزان” لحقوق الإنسان عمر خمايسي في حديث لموقع “رواق”: “إن تنفيذ تعليمات بن غفير بمصادرة السماعات من المساجد، يستدل منها أن الدوافع التي جعلته يصدرها كراهية وعنصرية”.
ويضيف أنه “كان من باب أولى أن يقوم بن غفير، بعمله بمكافحة الجريمة والسلاح وكافة الآفات التي تعصف بالمجتمع العربي”.
ويرى أن كلمة “جودة الحياة” التي استخدمها بن غفير وقال فيها إن الآذان يزعج جودة حياة اليهود، هو أمر مضحك، كون هذا الشخص لم يحرك ساكنًا، ولم ينزعج من ما تفعله وتمارسه جماعات المستوطنين وجماعات “تدفيع الثمن”، في الضفة والداخل، بل إنه يعطيهم دافعًا للمزيد من اعتداءاتهم ضد المواطنين.
ويؤكد خمايسي أن بن غفير يزيد عنصرية وستتصاعد لاحقًا، وهو كان يريد منذ بداية الحرب على غزة، أن يحدث احتكاكات بين الفلسطينيين بالداخل وقوات شرطته كي يضرب بيد من حديد كل من يتظاهر منهم ويندد بالعدوان على غزة، ولكن لم يتوفر له ذلك.
ويكمل “واليوم يريد خلق صدامات أخرى مع المجتمع الفلسطيني عبر شيطنة هذا المجتمع ووصفه بأوصاف وتهم تعطيه الشرعية وممارسة الانتهاكات والتضييقات ضد الفلسطينيين”.
استغلال الوضع
من جانبه، يقول السياسي وعضو التجمع الوطني الديمقراطي إمنطاس شحادة لموقع “رواق”: إن بن غفير يستكمل محاولات بدأت قبل سنوات لسن قانون يمنع صوت الآذان، أو ما يسمى “الأصوات التي تزعج الجمهور”، والذي تعطّل سنه بسبب رفض الأحزاب الحريدية له، وطبعاً الأحزاب العربية في حينها.
ويضيف “اليوم بن غفير يحاول عملياً استغلال واستفزاز مشاعر المجتمع الفلسطيني بالداخل، عبر منع رفع الآذان في المدن المختلطة، وهو جزء من الحرب الدينية التي يحاول إشعالها بالمنطقة”.
ويوضح “هذا يعني أنه لا يريد سماع أصوات عرب وفلسطينيين في المدن الساحلية، وهي محاولة لإخفاء هذا الصوت وتغيير هوية وطابع المكان وإلغاء أي وجود للثقافة العربية والإسلامية فيها”.
ويحذر من مخاطر ما يجري بالإشارة إلى أن كل شيء عنصري وضد المجتمع الفلسطيني بالداخل مدعوم حالياً من المجتمع والشارع الإسرائيلي، مبينًا أنه لذلك استعمل بن غفير الأدوات الشعبوية، ويحاول ملاحقة المجتمع العربي في هذه الفترة العصيبة.
وينتهي شحادة لحقيقة أن كل ما يجري هو استمرار لسياسات إخراس والترهيب التي تمارس، وإلغاء وجود المجتمع الفلسطيني من المدن الساحلية والتاريخية، وهذا ما كان بن غفير يشدد عليها منذ هبة الكرامة في أيار عام 2021.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)