كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير مطول للصحفي رونين بيرغمان عن محاولات إسرائيلية سرية للتواصل مع نظام بشار الأسد عبر رسائل “واتساب”، أرسلها ضباط استخبارات تحت اسم مستعار “موسى”، إلى مسؤولين رفيعين في دمشق، تتضمن تهديدات وتحذيرات حول التعاون مع حزب الله وإيران. تضمنت الرسائل، الموجهة إلى وزير الدفاع السوري علي عباس، تفاصيل دقيقة عن هجمات إسرائيلية على مواقع سورية وأهداف تابعة لحزب الله، وتحذيرات صريحة من استمرار نقل الأسلحة عبر سوريا إلى لبنان. وجاءت إحدى الرسائل كتهديد مباشر: “أي دعم لحزب الله سيقابل برد شديد”.
أوضحت الصحيفة أن هذه الرسائل كانت جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إظهار مدى اختراق إسرائيل للنظام السوري وقدرتها على متابعة تحركاته بدقة. وأشارت إلى أن هذه الرسائل تزامنت مع محاولات لإبرام صفقة سرية مع الأسد تتضمن وقف التعاون مع إيران وحزب الله مقابل تخفيف العقوبات الدولية. أُرسلت إحدى الرسائل بعد هجوم إسرائيلي في يونيو، حيث تضمنت تحذيراً من استمرار نقل الأسلحة عبر مطار حميميم بمساعدة إيرانية تحت إشراف روسي.
وقد بين التقرير أن هذه الاتصالات لم تقتصر على رسائل “واتساب”، بل شملت أيضاً ترتيبات لاجتماعات سرية، منها محاولة لقاء بين رئيس الموساد السابق يوسي كوهين والأسد برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن الاجتماع ألغي في اللحظة الأخيرة. كشف التقرير عن تفاصيل إضافية، منها نشر المتمردين السوريين نسخاً من هذه الرسائل بعد سيطرتهم على مقر للاستخبارات السورية، مما أثار جدلاً حول مزاعم تعاون روسي إسرائيلي.
هذا وأكد مسؤول أمني إسرائيلي أن الرسائل هدفت إلى إظهار عجز النظام السوري عن إخفاء أنشطته وممارسة الضغط لتغيير سلوك الأسد. ورغم تحقيق بعض التأثير التكتيكي، مثل إيقاف رحلات نقل الأسلحة مؤقتاً، لم تتمكن هذه الجهود من تحقيق تحول استراتيجي في موقف النظام السوري. أشار التقرير إلى أن انهيار نظام الأسد لاحقاً فاجأ الجميع، بما في ذلك الاستخبارات الإسرائيلية التي لم تكن تتوقع مثل هذا التطور السريع.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية، فشلت الجهود الإسرائيلية لإبعاد الأسد عن المحور الإيراني. وأوضح التقرير أن إسرائيل كثفت ضرباتها الجوية على مواقع إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله في سوريا، ما أسهم في إضعاف النظام السوري عسكرياً وسياسياً. ورافق ذلك نشر بيانات دقيقة عن أنشطة النظام وحلفائه، في محاولة لتبرير التصعيد الإسرائيلي دولياً.
كما أشار التقرير إلى أن انهيار نظام الأسد كشف عن هشاشة تحالفاته الإقليمية، مؤكداً أن الجهود المستقبلية ستركز على إيران كمصدر تهديد أساسي لإسرائيل، مع متابعة دقيقة لتطورات الوضع في سوريا. وأضاف أن إسرائيل تعمل على الاستفادة من هذه اللحظة لإعادة ترتيب المشهد الأمني في الشرق الأوسط بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
