سؤال مفاجئ من مذيع أمريكي يُحرج نتنياهو ويدفعه للاعتراف

في مقابلة مثيرة للجدل أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الإعلامي الأمريكي المحافظ باتريك بيت ديفد، وُصف الموقف بأنه أحد أصعب المرات التي وجد فيها نتنياهو نفسه محاصرًا بأسئلة محرجة على الهواء. بيت ديفد، وهو مسيحي من أصول إيرانية ينحدر من عائلة نصفها أرمني ونصفها آشوري، طرح في ختام الحوار سؤالًا مباشرًا حول موقف إسرائيل من الاعتراف بما يُعرَف بــ”المجازر التي ارتكبها العثمانيون” بحق الأرمن واليونانيين والآشوريين خلال الحرب العالمية الأولى.

ورغم أن نتنياهو حاول بداية التملص عبر الإشارة إلى أن الكنيست شهد مبادرات عديدة بهذا الشأن من دون أن تُتخذ قرارات رسمية، إلا أن إصرار المذيع دفعه إلى الإدلاء بجملة اعتُبرت بمثابة اعتراف غير مسبوق: “ها قد فعلت ذلك الآن. نقطة”. بهذا التصريح القصير، سجّل نتنياهو لحظة تاريخية غير مألوفة في السياسة الإسرائيلية، إذ تتهرب الحكومات المتعاقبة عادة من هذه المسألة تفاديًا لتأزم العلاقات مع تركيا.

التحليل السياسي يرى أن الخطوة قد تثير حساسية شديدة، ليس فقط لدى أنقرة التي تواصل تصعيد خطابها ضد إسرائيل، بل أيضًا لدى أذربيجان الحليفة الاستراتيجية لتل أبيب، والتي ارتبط جزء من تاريخها بمشاركة عناصر أذرية في “مذابح الأرمن”، إلى جانب الأكراد. في المقابل، تبقى أرمينيا نفسها على خلاف عميق مع إسرائيل، إذ اعترفت بدولة فلسطين بعد السابع من أكتوبر، ما يزيد المشهد تعقيدًا.

في المحصلة، بدا تصريح نتنياهو عفويًا وغير مخطط له، وربما جاء رغبة في إنهاء المقابلة بسرعة، لكنه فتح بابًا سياسيًا حساسًا طالما تجنبت إسرائيل الاقتراب منه بشكل رسمي خشية انعكاساته الإقليمية.