ما مدى جدية تعليق عضوية إسرائيل في البطولات الدولية لكرة القدم؟

تتزايد في الأسابيع الأخيرة التساؤلات حول احتمال تعليق عضوية إسرائيل في البطولات الدولية لكرة القدم، بعدما تحوّل الموضوع من مجرد شائعات إلى نقاش فعلي داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحاد الدولي (فيفا). النقاش يُعيد إلى الأذهان سابقة استبعاد روسيا عام 2022 عقب غزوها أوكرانيا.
من الناحية القانونية، لوائح فيفا لا تنص صراحة على عقوبات بسبب الحروب أو تدمير البنية التحتية الرياضية، لكنها تتضمن بنودًا عامة تتعلق باحترام حقوق الإنسان ومكافحة التمييز. وتستند المطالب الفلسطينية إلى هذه البنود، خصوصًا مع وجود أندية إسرائيلية تلعب في مستوطنات يعتبرها المجتمع الدولي “أراضٍ محتلة”، دون موافقة الاتحاد الفلسطيني.
تجارب الماضي تظهر أن ما يحسم القرارات ليس النصوص القانونية بل الضغوط السياسية. روسيا عُلّقت بعد تهديد أكثر من 40 اتحادًا بالمقاطعة، بينما دول أخرى شاركت في نزاعات عسكرية مثل أذربيجان والسعودية لم تُستبعد. هذا يوضح أن ميزان القوى السياسي هو العامل الحاسم.
على مر السنين، طالب الاتحاد الفلسطيني مرارًا بإبعاد إسرائيل. في 2015 شكّلت فيفا لجنة خلصت إلى وجود مخالفات، لكن رئيسها آنذاك سيب بلاتر تجاهل التوصيات. خليفته جياني إنفانتينو تبنى نهجًا أكثر حذرًا، مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع إسرائيل وقيادتها. كما ساهمت إسرائيل في بناء شبكة دعم واسعة داخل اتحادات بأمريكا الجنوبية وأفريقيا، عززتها لقاءات سياسية ووعود بمباريات دولية.
الجديد في المشهد هو دخول قطر بقوة على خط الضغط بعد أحداث غزة، إلى جانب تركيا والأردن واتحادات عربية وآسيوية أخرى. التصويت المرتقب في المكتب التنفيذي لليويفا يتطلب أغلبية 11 من أصل 20 عضوًا، وفي حال تمريره يُرفع إلى فيفا، حيث المشهد أكثر تعقيدًا بفعل التحالفات الدولية. الولايات المتحدة بدورها أوضحت أنها ستسعى لعرقلة أي قرار بإبعاد إسرائيل، خاصة مع اقتراب تصفيات كأس العالم التي ستقام على أراضيها.
الخلاصة أن اللوائح لا توفر أساسًا قانونيًا واضحًا لتعليق إسرائيل، لكن الضغط السياسي غير المسبوق قد يجعل الفرضية ممكنة. النتيجة ستعتمد على موازين القوى داخل يويفا وفيفا، ما يجعل كرة القدم في هذه اللحظة ساحة مواجهة جيوسياسية بامتياز، أكثر منها مجرد رياضة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)



