تجدد محادثات “سكة السلام” من أبو ظبي إلى حيفا… وتركيا وفرنسا تضغطان لإخراج إسرائيل من المشروع

عاد مشروع “سكة السلام” إلى الواجهة بعد توقف دام نحو عامين، وذلك عقب زيارة سرّية قامت بها وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف إلى الإمارات الأسبوع الماضي، في رحلة غابت عنها كاميرات فريقها الإعلامي ولم تُرفَق بأي إعلان رسمي، ما أثار تساؤلات واسعة في إسرائيل حول خلفياتها وأهدافها.
لقاء حاسم مع رئيس هيئة السكك الحديدية الإماراتية
وخلال الزيارة، عقدت ريغيف وفريقها اجتماعًا طويلًا وُصف بـ”الجوهرِي” مع شخصية إماراتية رفيعة مقرّبة من القيادة، وهي رئيس مجلس إدارة “إتحاد ريل” والوزير المسؤول عن قطاع النقل.
الاجتماع، الذي امتدّ لساعات يوم الأربعاء الماضي، ركّز على إحياء مشروع “سكة السلام” الذي يربط الهند بميناء أبو ظبي، ثم ينتقل بالقطار عبر دبي والسعودية والأردن وصولًا إلى ميناء حيفا، قبل شحن البضائع بحريًا إلى أوروبا والولايات المتحدة.
ضغوط تركية وفرنسية لاستبعاد إسرائيل
بحسب ما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت، جاءت هذه الجلسة الحساسة في ظل ضغوط فرنسية وتركية متواصلة على واشنطن – المشرفة على المبادرة – لدفعها إلى تغيير مسار الخط بحيث يمر عبر سوريا ولبنان بدلًا من إسرائيل.
وبينما توقف العمل بالمشروع بعد اندلاع الحرب، واصلت الإمارات تقدمها في المحادثات مع الهند والسعودية والأردن. ويظهر الخلاف الأبرز اليوم في نقطة الربط بين الخط السريع والأراضي الأردنية:
- الإماراتيون يريدون بقاء نقطة الربط عند منطقة قريبة من البحر الميت.
- إسرائيل تطالب بتحريك نقطة الربط شمالًا، لمسافة تتراوح بين 20 و30 كيلومترًا داخل الأردن.
اتفاق على إنشاء إدارة مشتركة وتشغيل عابر للحدود
أسفر الاجتماع عن اتفاق على إنشاء إدارة مشتركة تضم مسؤولين كبارًا من سكك الحديد الإسرائيلية ونظراءهم في الإمارات. وستتولى هذه الإدارة إدارة تشغيل القطارات بين الدول مستقبلًا، على نحو مشابه للتنسيق بين سلطات الطيران المدني عند انتقال الطائرات بين الأجواء.
كما تقرّر أن تدرس هذه الإدارة مسارًا بديلًا لمرور القطارات بين الأردن وإسرائيل، ليس فقط عبر معبر بيت شأن، بل أيضًا عبر منطقة جنوب البحر الميت، لتجاوز أي إشكاليات سياسية محتملة.
مشروع استراتيجي يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط
وُلد مشروع “سكة السلام” بمبادرة من الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عام 2023، وتواصل إدارة ترامب الحالية الدفع به.
يهدف المشروع إلى إنشاء شبكة إقليمية ضخمة تشمل سككًا حديدية، وخطوط شحن بحري، وألياف اتصال، وأنابيب طاقة، لربط الهند بالشرق الأوسط ثم بالاتحاد الأوروبي.
وقد أُعلن عن المشروع رسميًا قبل شهر واحد من هجوم 7 أكتوبر، خلال قمة G20، حيث أكد بايدن حينها أن الخط سيشمل نقل الركاب والبضائع من الدول العربية إلى ميناء حيفا ثم إلى أوروبا.
غموض إسرائيلي رسمي… وريغيف تطلب إعادة تشغيل الرحلات الجوية
وزارة المواصلات الإسرائيلية ومستشارو الوزيرة واصلوا التزام الصمت حول الزيارة، وامتنعوا عن التعليق حتى نشر الخبر.
وخلال وجودها في الإمارات، التقت ريغيف أيضًا برئيس مجلس إدارة شركة “Emirates” للطيران، وطلبت منه استئناف الرحلات الجوية إلى إسرائيل التي توقفت في ظل التوترات الأمنية.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو rwaqmedia@gmail.com حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)



